مؤتمر باريس للوضع الإنساني في السودان

المجتمع الدولي يعود للسودان من جديد عبر نافذة العمل الانساني

تقدير موقف :مركز تقدم للسياسات

ذوالنون سليمان تقديم : أفتُتح في باريس بالتعاون مع الاتحاد الأوربي مؤتمر دولي حول السودان , يوافق المؤتمر الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب التي بأثارها الإنسانية الكارثية ومخاطر جيوسياسية كبيرة , سيستمر 4 أيام بدءاً من الاثنين 15 ابريل، في محاولة لـسد الفجوة في المبالغ المطلوبة من الأمم المتحدة، البالغة 2.7 مليار دولار .
تحليل :
– يأتي المؤتمر في ظرف انساني بالغ التعقيد, دفع الأمم المتحدة الي التحذير من كارثة إنسانية وشيكة في السودان, حيث يواجه أكثر من ثلث السكان، أي 18 مليون شخص، انعدام الأمن الغذائي الحاد, ويعيش 5 ملايين شخص على حافة المجاعة في المناطق المتضررة من النزاع , ويعاني 3.5 مليون طفل من سوء التغذية الحاد , وفق تقارير منظمات الأمم المتحدة .
– قبل البيان الختامي , حصد المؤتمر الإنساني تعهدات تجاوزت ملياري دولار، 110 ملايين من باريس و244 مليوناً من برلين و350 مليوناً من بروكسل وتعهدت الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات خلال المؤتمر بدفع 100 مليون دولار، كما التزم البنك الدولي بتخصيص 140 مليون دولار للمساعدات الإنسانية بالسودان وبرنامج الأمم المتحدة بتقديم 220 مليون دولار لدعم الجانب الزراعي والتنموي بالسودان فضلا عن تعهدات لدول أخرى. الولايات المتحدة الأمريكية والإمارات خلال المؤتمر بدفع 100 مليون دولار، كما التزمت الأمم المتحدة بتقديم 220 مليون دولار لدعم الجانب الزراعي والتنموي بالسودان فضلا عن تعهدات لدول أخرى..
– مطالبة فرنسا وألمانيا المجتمع الدولي بالعمل بشكل منسّق لجلب الطرفين المتحاربين إلى طاولة المفاوضات، والضغط عليهم من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار، يكشف عن ضعف اهتمام المجتمع الدولي بمجهودات الحل السياسي سابقا , ومحاولته إحداث اختراق جديد , وهو يأتي أيضا كاستجابة لمجموعات الضغط والمنظمات التي تحاصر الحكومات الاوربية بضرورة القيام بدورها الانساني حيال الحرب في السودان , وهو لا ينفصل أيضا من الاهتمام الفرنسي الرسمي بالقارة الافريقية واستراتيجيتها الجديدة في استعادة نفوذها أمام التوسع الروسي والصيني من نافذة التضامن الانساني والمصالح المشتركة .
– يتضمن اجتماع باريس شقّاً سياسياً على المستوى الوزاري برعاية من الاتحاد الأوربي وألمانيا وفرنسا ,كمحاولة لإيجاد مخارج للنزاع، من خلال بحث كيفية وقف الحرب ومقومات الانتقال المطلوبة ومطلوبات إعادة الاعمار بعد الحرب , وذلك بمشاركة 40 شخصية من المجتمع المدني , ودول الجوار السوداني , تشاد، ليبيا، جنوب السودان، مصر وإثيوبيا، كينيا، جيبوتي، إضافة إلى السعودية والإمارات، والرباعية الغربية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والنرويج. , تحضر اللقاء أيضا جامعة الدول العربية، والاتحاد الأفريقي، والهيئة الحكومية للتنمية «إيغاد» ووكالات للأمم المتحدة المؤتمر .
خلاصة:
• عدم دعوة طرفي الحرب للمؤتمر يعتبر محاكمة دبلوماسية لحكومة السودان وقوات الدعم السريع ,وغياب التمثيل الرسمي لحكومة السودان خطوة لها دلالتها القانونية حول تورط طرفي الصراع في جرائم الحرب , وتشكيك في شرعية سلطة البرهان ,وثمة تأكيد مضمر على أهمية الإدارة المدنية لعملية الانتقال , خصوصا بعد توجيه الدعوة لتنسيقية القوي الديمقراطية المدنية برئاسة عبدالله حمدوك وعدد من قيادات التحالفات السياسية الأخرى.
• يتوقع نجاح المؤتمر في حشد الدعم المالي وتغطية العجز المالي الكبير الذي أعلنت عنه الأمم المتحدة.
• سياسيا: من غير المتوقع خروج الاجتماعات السودانية في بنتائج مباشرة تؤثر علي مسار الحرب وذلك لعدم وجود الأطراف الرئيسية ولتباعد المسافات بين القوى المدنية المجتمعة في باريس , مع قابلية كبر لطرح مبادرة جديدة من المانيا وفرنسا وطرف عربي, تحت مظلة الاتحاد الأوربي وبالتنسيق مع المبادرات السابقة , تحت بند الدوافع الإنسانية .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.