حكومة نتنياهو قد تسقط، إذا رفضت صفقة التبادل وليس إذا صادقت عليها

ملخص تقدير موقف: مركز تقدم للسياسات

– شريطا الفيديو الاخيران الصادران عن حماس هما الاكثر اثرا ومثارا للتفاعلات حتى الان، ففيهما اشارة حياة تنتظرها العائلات بشأن ذويهم الاسرى والمحتجزين الاسرائيليين في غزة، وفيهما اشارة وفقا لقراءة هذه العائلات بأن الطرف الفلسطيني (حماس) معني بالتفاوض والتوصل الى الصفقة بمجرد نشره للاشرطة. بينما لأول مرة تكون مطالب واضحة بوقف الحرب كما حدث في مظاهرات الغضب 27/4.
– رفض العائلات مواصلة التكتم على نشر اشرطة الفيديو على الملأ والذي نجحت الحكومة بإقناعهم به لحد الان، أحدث تحولا في المزاج الاسرائيلي بعد ان قاموا بالبث الحي للأشرطة في المظاهرات في الاسبوعين الاخيرين، كما وفيه كسر لقرار الرقابة العسكرية وسياسة التكتم التي جاءت على حساب مطالبهم وعلى حساب الصفقة، ويبدو أن النشر مؤشر لبداية انصياع من الحكومة نحو القبول بالصفقة. وهناك ملامح لانزياح في الراي العام الاسرائيلي نحو تفضيل اولوية الصفقة.
– سموتريتش وبن غفير لن يدفعا الى اسقاط حكومة نتنياهو مهما كانت شروط الصفقة بما فيه تأجيل عملية رفح المرتقبة وحتى التراجع عنها. انهما يدركان بأن لا بديل لحزبيهما ولهما شخصيا غير هذه الحكومة. كل الكلام بأن نتنياهو في ورطة خوفا على ائتلافه هي عارية عن الصحة، بل ان رفضه للصفقة سوف يقوض حكومته.
– أحد الشعارات المركزية في مظاهرات الاسبوع الاخير هو اتهام نتنياهو بأنه معني بمواصلة الحرب، ومن شأن ذلك ان يشكل انطباعا لدى محكمة الجنايات الدولية في الدعاوى المقدمة لها بصدد اعتقال قيادات إسرائيلية متورطة بجرائم حرب وفقا للقانون الدولي.
– تأكيد الجيش بأن خطته للمرحلة القادمة تتيح له خيارات تتعاطى مع كل قرار تتخذه الحكومة وكابنيت الحرب، بما فيه ايقاف الحرب أو الهدنة متى يتقرر ذلك، وتتيح له خيارات المرونة للتعاطي مع الصفقة، ويبدو ان المؤسسة العسكرية والامنية قد أدركت هذه المعضلة لتؤكد قدرتها على وقف الحرب او مواصلتها في اية مرحلة والامر يتعلق بالصفقة، وفي هذا احراج لنتنياهو المتعنت وصاحب خطاب “النصر على بعد خطوة صغيرة” وإذا لم يحصل تكون الهزيمة. في المقابل فان هذه الصيغة من الجيش تقدم له سلّماً للنزول عن عناده وتتيح له المرونة نظرا لكون مقومات “الانتصار” تبقى كما هي “على بعد خطوة” حتى ولو تمت الصفقة، ولا تتناقض مع قناعاته ومصالحه السياسية في مواصلة الحرب.
– تتعزز القناعات بأن المرحلة الحالية هي مصيرية وحرجة، وقد باتت رفح ورطة استراتيجية وليست مخرجا ولا طريقا لإنجاز “الانتصار الساحق” الذي يعد به نتنياهو.
– سياسيا: اشارت استطلاعات نهاية الاسبوع بأن منحى حزب المعسكر الرسمي (غانتس) يواصل تراجعه في حين يحافظ الليكود على الارتفاع الى ما فوق العشرين مقعدا. وإذا كانت المعارضة الحالية تتفوق بعشرة مقاعد على الائتلاف الحاكم، فإن اصطفافات جديدة في اليمين الاسرائيلي قادرة على قلب الامور وضمان غالبية يمينية. هذا الامر مقبول على الليكود كحزب ومرفوض على نتنياهو الذي سيصبح عائقا امام مواصلة حكم اليمين، الا ان خياراته تتقلص ولا مستقبل له سوى في حال مواصلة الحرب او اذا اتسعت. على الرغم من ان مأزق نتنياهو كبير ومعقد، الا انه يتيح له المناورة والتحول من رفض الصفقة الى القبول بها لأنها كما الحرب من شأنها ان تطيل امد حكمه.
– الموقف المصري من عملية رفح والتحرك المكثف لحسم الامور نحو تحقيق الصفقة ومنع الاجتياح هو موقف نابع عن رؤية الامن القومي المصري يعزز الموقف السياسي، وفيه قناعة بأن اية عملية اجتياح سيرافقها التهجير ومضاعفة الكارثة الانسانية للفلسطينيين، ولا تستطيع اسرائيل تجاهله في حسم قرارها.
الموقف الامريكي: نظرا للقلق داخل إدارة الرئيس بايدن من تداعيات استمرار الحرب في غزة، يتبلور اتجاه للدفع نحو الصفقة وخلال الهدنة المرافقة لها يتم بلورة تصور نحو استدامتها.
الخلاصة:
– تتوفر مؤشرات لتحوّل معين في المزاج السائد والرأي العام الاسرائيلي وداخل الجيش لصالح الصفقة، مما سيطيل حكم نتنياهو
– لن تسقط حكومة نتنياهو بسبب الصفقة فيما لو تمت، وإنما قد تجد نفسها امام انتخابات جديدة في حال انها لم تحصل.
– في حال ابرمت صفقة ستكسب إسرائيل دوليا في مواجهة حركات الاحتجاج وحصريا في الجامعات الامريكية والغربية، وقد تساهم في تحويل الانظار الى الجبهة الشمالية مع لبنان ومع ايران، حيث تراهن حكومة نتنياهو على استعادة الدعم الدولي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.