قطر ترد على انتقادات أميركية بشأن تواجد قيادة حماس:

التقاطع والتنافر في علاقة البلدين

ملخص تقدير موقف: مركز تقدم للسياسات

اضطرت الدوحة إلى الردّ على أحد أعضاء الكونغرس الأميركي بسبب اتهامه لقطر بالتواطؤ مع حركة “حماس” ودعوته إلى موقف أميركي ضد الدوحة. وعلى الرغم مما يجمع قطر والولايات المتحدة من اتفاقات واعتبار واشنطن الدوحة “حليفا”، فإن جدلا دائما يدور داخل أروقة القرار بشأن ارتباط قطر بملفات معادية للمصالح الأميركية.
ويأتي سياق الحدث وفق مفاصل معقّدة في علاقة واشنطن والدوحة تعرضها النقاط التالية:

• أصدرت السفارة القطرية في الولايات المتحدة بيانا، الثلاثاء، قالت فيه إنها فوجئت بالتصريحات التي أدلى بها عضو الكونغرس الأميركي ستيني هوير بشأن أزمة المحتجزين بقطاع غزة، وتهديده “بإعادة تقييم” العلاقات الأميركية مع قطر، ووصفتها بأنها “غير بناءة”.
• وكان هوير، وهو نائب ديمقراطي، قال إن على قطر إبلاغ حركة “حماس” بأنه ستكون هناك “تداعيات” إذا “واصلت عرقلة التقدم صوب الإفراج عن الرهائن، والتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار”. وطالب بأن تقطع الدوحة تمويل الحركة ورفض منح قادة حماس حق اللجوء في الدوحة. وهدد أنه إذا فشلت قطر في ممارسة هذا الضغط، فإنه “على الولايات المتحدة أن تعيد تقييم علاقتها مع قطر.”
• في فبراير 2022 صنّفت الولايات المتحدة قطر حليفا رئيسيا للولايات المتحدة من خارج حلف شمال الأطلسي “الناتو”. جرى ذلك عقب محادثات جمعت في واشنطن الرئيس الأميركي جو بايدن وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد، وهو أول قمة يعقدها بايدن مع زعيم خليجي في البيت الأبيض عقب توليه الرئاسة.
• في أبريل الجاري تقدمت مجموعة من المشرعين الأميركيين في مجلس الشيوخ بمشروع قانون لتجريد قطر من وضعها كحليف رئيسي من خارج “الناتو” في حال لم تمارس الدوحة نفوذها على حركة “حماس” لتأمين إطلاق سراح الرهائن الأميركيين وطرد أعضاء الحركة الموجودين في قطر. وردت السفارة القطرية في بيان: “نحن لا نسيطر على حماس أو إسرائيل وكلاهما المسؤولان النهائيان عن التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن”.
• في نوفمبر الماضي طالب عضو لجنة الاستخبارات الأمريكية، والتز بريس، بإرسال رسالة واضحة للغاية إلى داعمي حماس، سواء كانوا تركيا أو قطر أو غيرهم مفادها أنه “إذا لمست شعرة رأس أمريكي، فسيشعرون جميعًا بالتداعيات، وليس فقط قيادة حماس نفسها”. وردت السفارة القطرية قائلة: “نستغرب قيام (لجنة الاستخبارات الأمريكية) بالترويج لمعلومات مضللة على حسابهم الرسمي، علما أن المكتب السياسي لحماس في قطر تم افتتاحه بناء على طلب أمريكي لإنشاء خطوط اتصال غير مباشرة مع حماس”.
• في مارس 2023 توصلت الولايات المتحدة إلى اتفاق لتمديد وجودها العسكري في قاعدة “العديد” الجوية الكائنة بالصحراء جنوب غرب الدوحة. وتعد قاعدة “العديد” الجوية، أكبر منشأة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط يمكنها أن تضم أكثر من 10 آلاف جندي أميركي.
• اعتبرت CNN حينها أن الاتفاق يسلط الضوء على “مدى اعتماد واشنطن على الدوحة”، التي لعبت مؤخراً دوراً رئيسياً بالتوسط لإطلاق سراح عدد من الأسرى الأميركيين في قطاع غز.
• في مارس الماضي أعلنت قطر والولايات المتحدة تعديل اتفاقية التعاون الدفاعي الموقعة بين البلدين في تسعينات القرن الماضي. جاء ذلك في ختام الحوار الاستراتيجي القطري-الأمريكي السادس. ولم يوضح الإعلان طبيعة التعديلات، لكنه قال إن “الحكومتين عززتا تعاونهما وشراكتهما الأمنية الوثيقة بشكل أكبر بموجب اتفاقية التعاون الدفاعي الحالية.
• رغم الاتفاقات الرسمية بين البلدين تتعرض قطر لحملات داخل الولايات المتحدة تتهمهما بالتواطؤ في علاقات مع جماعات تعتبر إرهابية. وقد حققت إحدى الحملات المناهضة لقطر نجاحا ملموسا في فبراير الماضي مع إعلان جامعة “تكساس إيه أند أم” أنها ستغلق حرمها الجامعي في قطر الذي فتح أبوابه منذ عقدين.
• في اكتوبر 2023 أشارت مجلة فورين بوليسي إلى إشكالية علاقة واشنطن مع الدوحة، لكنها نقلت وجهة نظر مفادها أن الوجود الإسلامي في الدوحة يفيد الولايات المتحدة من حيث أن قطر تشكل صلة وصل تستطيع واشنطن استعمالها للتواصل مع شخصيات لا تريد الارتباط بها أو تعجز عن التواصل معها. وتضيف المجلة أن القطريين أنفسهم يؤكدون هذه الفكرة ويقولون إنهم يتابعون مراقبة قادة “الإخوان المسلمين” و “حماس” عبر الترحيب بهم في الدوحة.
خلاصة:
– يبقى ملف العلاقات مع قطر إشكاليا في واشنطن ويستمر جزءا من الجدل السياسي الداخلي ليس فقط بين الحزبين، الجمهوري والديمقراطي، لكن أيضا داخل الحزبين كما داخل نخب الإعلام والبحث والتفكير.
– نجحت بعض الحملات المناهضة لقطر بعد 7 اكتوبر في خلق أجواء معادية للدوحة خصوصا في مؤسسات البحث والتعليم.
– تعتبر قطر منفذا يتيح للولايات المتحدة مقاربة ملفات العلاقة مع كل الجماعات الإسلامية وهي ملفات تتجنب واشنطن مقاربتها مباشرة.
– تشديد الدوحة على موافقة واشنطن على وجود المكتب السياسي لحركة “حماس” في الدوحة يهدف إلى تبرئة علاقاتها مع الإسلام السياسي والجماعات وجعلها جزءا من سياق أميركي قطري مشترك.
– المرجح أن يبقى الداخل الأميركي منقسما بشأن الموقف من قطر مقابل تمسّك “الدولة العميقة” بعلاقات متقدمة واستراتيجية مع الدوحة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.