نحو مؤتمر شامل للمعارضة السودانية .. مركز تقدم للسياسات يرعى لقاءاً تشاورياً في لندن

بدعوة من  مركز تقدم للسياسات في لندن عقدت ورشة عمل حول الوضع في السودان في ضوء التطورات الأخيرة واعلان حالة الطوارئ ، شارك فيها ممثلين عن القوى السياسية الرئيسية والحراك المدني ، اضافة لمتحدثين إعلاميين عن الفصائل المسلحة المعارضة.
حضر اللقاء كل من:
– نور الدائم طه رئيس مكتب حركة جيش تحرير السودان في بريطانيا
– محمد أنصاري رئيس حزب الأمة السوداني في بريطانيا
– ياسر بركة الحراك المدني
– محمد عديلة عضو المكتب السياسي لحزب الامة .
– علي أسكوري ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان/شمال ، في المملكة المتحدة
– خالد عمر يوسف الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني
– أحمد تقد ممثل حركة العدل والمساواة السودانية ومسؤول وفد التفاوض السوداني في نفاشا .
– حسين اكو مناوي قيادي حركة تحرير السودان
ومن طاقم المركز هلا السامرائي وأسعد كنجو .
استهل اللقاء مدير مركز تقدم للسياسيات السيد” محمد مشارقة” بكلمة افتتاحية تحدث فيها عن أهمية بلورة القوى السودانية لبرنامج عمل واضح ، يتمسك بالدولة الوطنية ومؤسساتها ، واجراء إصلاحات تدريجية في مؤسستي الجيش والامن السوداني ، والحفاظ على سلمية الحراك الشعبي ، حتى لا تتكرر أخطاء ثورات الربيع العربي ، وذلك بغرض تطمين العالم والاقليم ودول الجوار . وأشار الى خطورة انفجار الوضع في البلاد الذي يعني الامن الإقليمي كله، خاصة وان الحرب الاهلية في السودان يتجاوز عمرها الخمسة عقود ، وهناك حركات مسلحة ذات طابع اثني وقبلي وقومي لا يمكن التعاطي معها الا بدولة المواطنة دون تمييز في اللون او العرق او القومية .
 وأشار مشارقة الى ان المعلومات المتوفرة تقول : ان دولا في الاقليم بالإضافة الى الامريكيين  أبلغت قوى المعارضة في الخرطوم ، انها لا توافق على اسقاط نظام البشير في الشارع ، وان على الجميع البحث عن مخارج توافقية لانتقال سلمي وديمقراطي في البلاد ، وعزى ذلك الى تعقيدات المشهد الداخلي والخوف من الانزلاق نحو مزيد من الحروب الأهلية، أو وصول تيارات راديكالية إلى السلطة.
 بعدها دعا السيد مشارقة الضيوف لتقديم تصوراتهم وانطباعهم عن الوضع الراهن سيما بعد فرض حالة الطوارئ والتعينات الأخيرة التي أجراها البشير واستقالته من حزب المؤتمر الوطني/ الحاكم، بالإضافة لدعوات الحوار التي أطلقها البشير والتي دعا إليها القوى والحركات السودانية المعارضة.
المداخلات :
– السيد أحمد تقد ممثل حركة العدل والمساواة السودانية ، بدأ حديثه بتقديم رؤيته للمشهد السياسي بعد الخطاب الأخير لعمر البشير ودعوات الحوار سيما وأن السيد تقد له خبرة طويلة في المفاوضات مع الحكومة السودانية وكان مشاركا في المفاوضات التي رعتها أديس أبابا سابقا بين قوى المعارضة ومندوبين من حكومة الخرطوم.
        قال تقد”  أن البشير تعرض لهزة قوية بعد اشتعال الحركات الاحتجاجية وأصبح عبئا على          المؤتمر الوطني والحركة الاسلامية وعلى النظام السوداني القائم والجيش بشكل عام، وهو الأمر الذي يدركه البشير و دفعه لاستمالة الجيش وتسليمه الشأن السياسي والمدني وبذات الوقت اقصى الحركة الاسلامية والمؤتمر الوطني خوفا من انقلابهم ضده كما أشار لأن أغلب المسؤولين الذين أتى بهم البشير في تعديلاتهم الأخيرة هم من المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب، وهو ما يفسره تقد بأنه ضمانه بعدم انقلاب المسؤولين الجدد على البشير كونهم سيكونون ملاحقين مثله ومصيرهم واحد وهو ما يضمن ولائهم  والتفافهم حوله  (أحمد هارون ونائبه الجديد ووزير الدفاع)
أضاف تقد أن البشير لم يقدم أعذارا أو تبريرات واقعية للإعلان عن حالة طوارئ والحراك الشعبي المدني السلمي ليس سببا كافيا أو قانونيا لإعلان حالة الطوارئ.
كما أشار للخطوات الأخيرة التي نفذها البشير بغية استمالة الجيش ومنها حل الحكومات الاتحادية والإقليمية ونقل كل السلطات الدستورية التي كانت تحت سلطة حكام مدنيين للأقاليم، إلى أيدي العسكر، وذلك بناء على قانون الطوارئ استغله بإصدار مراسيم خاصة لها صفة القانون ، اتاحت الفرصة لممارسة سلطات واسعة دون رقابة من البرلمان، سيما حكام الولايات من العسكر منحوا سلطات مطلقة وهو ما يشكل خطرا على الترتيبات الادارية في الأقاليم ويعزز من القبضة الأمنية للنظام السوداني ويكفل له ولاء الجيش “
وبما يخص دعوات الحوار التي أطلقها البشير مؤخرا، قال تقد ” أن الشروط التي وضعها البشير أتت لتناسب مقاييسه ومفهومه للحوار، وانطلق من فكرة الحوار القومي الذي نادى به قبل عامين، وهو من اختار المحاورين من المعارضة ونصب نفسه فوق الجميع. ولهذا رفضت المعارضة الرئيسية الحوار، ودعت الى حوار يكون في اديس ابابا وبرعاية اثيوبية، وقد دعمت واشنطن هذا الحوار ، لكن خلافا وقع حول القضايا الإجرائية كشف عن عدم رغبة حكومة البشير بهذا الحوار ، وأشار تقد الى ان المعارضة أصرت ان تبدا الحوارات التحضيرية  في اثيوبيا ، لكن ذلك رفض أيضا ، كما أشار أن طرح الحوار لم يحمل أي جديد عما سبقه من دعوات للحوار والتي بحسب تقد كانت دعوات فارغة من أي مضمون حقيقي ولا تفضي لأي نتائج تقلص سلطات البشير أو تعطي معارضيه أي صلاحيات أو تفضي لأي إصلاحات حقيقية في النظام السياسي.
اما دعوته المجلس الوطني لتاجيل النظر في التعديلات الدستورية ، والتي كان يريد منها تمديد فترته الرئيسية لدورات جديدة ، فهي مناورة جديدة لانه ترك الامر للتشاور مع القوى السياسية ، اما دعوته الفصائل المسلحة للتفاوض ، فقد اختبرت هذه الدعوى طيلة العقود الماضية ولم تؤد الى نتيجة واخرها مؤتمر برلين . وقدر تقد ان البشير واستباقا لخطوة الحركة الإسلامية بعزلة بعد ان اصبح عبئا عليها فسيعمل على  تأسيس  حزب خاص به بعد العام ٢٠٢٠ ، ويقوم بتعديل الدستور ويمدد لرئاسته بعد ان تهدأ العاصفة .
– خالد عمر يوسف الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني ، أشار لعدم صحة ما يروجه النظام السوداني من انقسام المعارضة السودانية ، كيف يستقيم ذلك وهو الذي يتهمها بانها وراء الحراك في الشارع ، وأكد أن الأحزاب والحركات المعارضة السودانية متفقة وموحدة ،وهي مجمعة على وثيقة واحدة لنداء السودان ،  وأن الاحتجاجات مستمرة رغم العنف الذي تنفذه أجهزة الأمن السودانية والتي تسببت بحسب يوسف بسقوط ٦٠ قتيل و اعتقال ٢٠٠٠ شخص .
واعتبر اليوسف أن هناك فهم خاطئ في الغرب لما يجري في السودان وللتطورات الأخيرة وهو ما ظهر له بعد لقاءات جمعته مع مسؤولين أوربيين، وتحدث يوسف بثقة عن يقينه بأن النظام السوداني قد انتهى ولم يعد له مستقبل في السودان، ولن يكون لعمر البشر وصلاح قوش مدير الامن  أي تواجد في العملية السياسية القادمة، وأن الأحزاب السياسية المعارضة ستكون جزء من الانتقال السياسي في السودان، والدول العربية تفوت على نفسها  الفرصة في المشاركة بالمعادلة السياسة الجديدة القادمة إلى السودان من خلال عدم دعم المعارضة والحركات الاحتجاجية. 
كما نوه يوسف لما أسماه لحيل البشير وتلاعبه بالمحيط العربي والدول الإقليمية لاسيما المناهضة للإخوان المسلمين، وأشار الى ان  عمر البشير يستغل هذا الملف الحساس بالنسبة لتلك الدول عبر ايهامهم بأنه حائط الصد أمام المشروع الإخواني وأنه الوحيد القادر على ازاحتهم وابعادهم عن المشهد السياسي، واستشهد بأنه حين كان معتقلا قبل عدة أشهر في السودان كان معه في المعتقل الكثير من اعضاء الإخوان المسلمين المصريين والذين اعتقلهم النظام السوداني مؤخرا، بعد كان منحهم جوازات سفر وساعد في تهريبهم الى السودان ، وهو ما فسره يوسف بأنه محاولة للتقرب من النظام المصري ودول كالسعودية والامارات، و حيلة مكشوفة ولا تدل على  رغبة  حقيقية للبشير بالتصدي للإخوان أو تقييد نفوذهم، وقال أن الرئيس السوداني يستمد قوته من الإسلاميين ولا يمكنه التخلص منهم وأنه هذا الترويج ليس سوى خدعة للإماراتيين والسعوديين والمصريين، وأشار أن العكس هو ما يحصل وأن البشير أصبح عبئا على الاسلاميين وهو بحاجتهم أكثر من ذي قبل، ويحاول استمالتهم لعدم الانقلاب عليه، وأن أي توجه للبشير نحو التصدي للحركة الإسلامية سيعني تهديد حكمه بشكل أكبر.


- نور الدائم طه“ رئيس مكتب حركة جيش تحرير السودان في الخارج ، انتقد التوجه العربي الذي يهتم بأهل  الحكم، ولا تولي أهمية لمكونات الشعب السوداني وممثليهم المغيبين عن السلطة وصناعة القرار، واعتبر طه أن هذا يدل على قصر في النظر وتجاهل للمشكلة لدى الدولة العربية، مشددا على أن للسودان طبيعة خاصة تختلف عن باقي الدول، لاسيما مع التنوع الكبير العرقي للشعب السوداني وتعدد مكوناته وثقافاته ولغاته أيضا، واغفال هذا الموضوع بحسب طه هو ما تسبب بالدور الفاشل للدول العربية في الشأن السوداني،  واعتبر طه أن هناك ضرورة بأن تقوم الحكومات العربية بإعادة تقييم للوضع في السودان آخذة بعين الاعتبار خصوصية هذه الدولة، وأنه لا يمكن اسقاط سيناريوهات دول أخرى في التعامل معه، وتجاهل القوى السياسية والعسكرية الغير متواجدة في السلطة ، والتي تمتلك نفوذا وقواعد شعبية في مناطق واسعة من البلاد لاسيما في مناطق دارفور، والتي بحسب طه يتم تجاهلها حتى اللحظة وعدم اشراكها في أي طرح للتغيير في السودان، وتحدث مجددا بأن الاحتجاجات الشعبية في السودان لاتزال متماسكة وذات مطالب موحدة تدعو لإسقاط النظام السوداني والحرية والعدالة الاجتماعية والاصلاحات الاقتصادية والتغيير السياسي في البلاد، وأكد أن التغييرات التي أحدثها البشير مؤخرا جاءت بضباط ينتمون للحركة الإسلامية، ومقربين من الإخوان المسلمين، وتحدث عن حوافز مالية كبيرة قدمها البشير للضباط والعسكريين الذين استدعاهم للخدمة مؤخرا وعينهم في مناصب جديدة، بغية كسب ولائهم واحكام قبضته على الحكم ومفاصل الدولة والمؤسسة العسكرية ، وأشار الى  أن البشير لم يطرح أي مشروع سياسي للخروج من الأزمة السياسية، وأكد أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الحالية التي تشهدها البلاد هي ابعاد البشير عن السلطة، وتحدث عن أصوات بدأت تصدر من داخل الحركة الإسلامية تدعو البشير للتنحي وتدعوه لعدم الترشح مجددا ، فيما قال أن نية البشير تحويل السودان إلى دولة أمنية بالكامل هو دليل ضعف وليس قوة، واعتبر أن على الدول العربية ممارسة مزيد من الضغوط والتصعيد لغاية ابعاد البشير عن الحكم إن كانت تسعى لإيجاد حل للأزمة الحالية أو انجاز أي خطوات نحو تحقيق الاستقرار في السودان.
– الدكتور محمد الانصاري  رئيس حزب الأمة السوداني في بريطانيا . أشاره لما أسماه المأزق والحالة السيئة التي يمر بها النظام السوداني، لاسيما على الجانب الاقتصادي حيث اعتبر أن النظام السوداني مفلس تماما، وأنه تحول لنظام متسول سيما وأن ميزانيته لم تعد تكفي لتغطية النفقات الأساسية للدولة لأشهر قليلة، وهو السبب للتخبط الذي يعيشه النظام ومحاولته مغازلة كافة الأطراف واللعب على كافة الحبال بغية كسب مصادر للتمويل والمساعدة المادية، واعتبر الأنصاري أن مصر تقوم بدور خاطئ في السودان عبر عدم دعمها للحركات المعارضة، كما ألمح لاصطفاف النظام المصري مع نظام الرئيس السوداني، ونوه للعلاقة الوطيدة التي تربط كل من صلاح قوش وعباس كامل مدير المخابرات المصري ، وبحسب الأنصاري فإن الاماراتيين أصبحوا رهينة للتفكير والتوجه المصري بما يتعلق بالسودان، واعتبر أن تعويل السعودية على طه الحسيني كبديل للبشير وهو توجه غير صحيح ولا يمكن البناء عليه.
– الحركة الشعبية لتحرير السودان/شمال ”علي اسكوري“، اعتبر أن المشكلة الأساسية في التعاطي مع السودان هي إغفال التركيبة الاجتماعية للشعب السوداني، ومحاولة تعريبه مكرها ودمجه في المكون العربي المحيط، دون مراعاة خصوصية المكونات الأخرى والتي لا ترى لنفسها أي انتماء للوسط العربي أو الثقافة العربية، واعتبر أن هذا التوجه الذي تساعد فيه الدول العربية المحيطة بالسودان، هو ما أكسبها عداء ونقمة العديد من المكونات السودانية، كونها وجدت أن هنالك هوية تملى عليها بدون إرادتها أو رغبتها، واعتبر اسكوري أن من الزيف القول أن السودان ذو أغلبية عربية، وأنه حتى الذين ينحدرون من أصول عربية في البلاد (وهو منهم)، يجدون أنفسهم أكثر قربا إلى الوسط الأفريقي وعاداته وتقاليده أكثر منه إلى المكون العربي، وأشار الى ان المثقفين العرب يخلطون بين الإسلام والعروبة ، اذ ان ٩٠ بالمئة من الشعب السوداني هم مسلمون ، لكن الإسلام خاص بلونه وثقافته الافريقية حيث استوعبت الطرق الصوفية تقاليد وثقافة المنطقة ذات الطبيعة الافريقية وادمجتها في هذه الطبيعة الخاصة للإسلام . وقال ان الكارثة التي دمرت السلم الأهلي واشعلت الحروب المستمرة هم الاخوان المسلمين والحركات الوهابية التي حاولت فرض نوع معين من الإسلام على بيئة ليست كبقية بلدان المنطقة. وقال أن التجاهل المستمر للمكونات السودانية، وعدم مراعاة خيارهم في تحديد هويتهم وانتمائهم، انما يعقد المشهد أكثر ولا يساهم بأي حل أو خطوة باتجاه السلم الأهلي والحفاظ على وحدة السودان، وأشار أن كلامه لا يعني دعوات للانفصال أو الحكم الذاتي، لكنه بذات الوقت يجد أن من الضرورة أن تتمتع مجتمعات السودان والمكونات فيه بحرية اختيار انتمائهم، ويجب أن يجدوا الحرية بتقرير مصيرهم والمجال الجغرافي الذي ينتمون إليه أو يعتبرونه أكثر قربا منهم، وأنه طالما الدول العربية تدعم النظام السوداني بحجة أنه الضامن للهوية العربية للسودان فهم لن يحققوا أي استقرار فيه ولا دولة ولن يكسبوا صداقة مكونات الشعب السوداني، بل على العكس هم يكسبون مزيدا من العداوة من تلك المكونات السودانية والتي وجدت أن الدول العربية تدعم النظام الذي يقمع حقوقها وثقافتها وانتمائها.
– حسين اكو مناوي – جيش تحرير السودان – دارفور. اكد على ان المشكلة في السودان هي مشكلة هوياتية عميقة ، ولا يمكن حلها بفرض نموذج خارجي على بلد متعدد الأعراق والاثنيات واللغات  ، كما ان تجربة حكم المركز للأطراف التي اتى بها الحكم المصري التركي قبل خمسة قرون والتي عززها الاستعمار الإنجليزي اثبتت فشها . وقال ان الصراعات التي غذاها النظام الاسلاموي في أتت بحصيلة ٥٠٠ الف قتيل في إقليم دارفور وحده . وقال ان الإسلاميين هم الدولة العميقة في السودان وان اكثر من ٩٩ بالمئة من خريجي كليات الشرطة والجيش بعد انقلاب البشير الترابي هم من الحركة الإسلامية  .
وفي ختام الاجتماع دعا ممثلو قوى المعارضة الى تفعيل الدور العربي للمساعدة في انهاء الحكم الديكتاتوري وتشكيل حكومة انتقالية مدنية تضم كافة اطراف الهامش والمركز ، ومن اجل سودان تسوده الحرية والعدالة والسلام . كما دعا المجتمعون الى عقد مؤتمر موسع للمعاراضة السودانية بكافة فصائلها وبحضور منظمات المجتمع المدني وممثلي الحراك الشبابي الثوري

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.