ورشة عمل: اثيوبيا الي اين، الفرص والتحديات

القرن الافريقي بحاجة الي مشروع تكامل حقيقي

ضمن سلسلة ورش العمل والحوارات التي تقيمها وحدة الدراسات الافريقية في مركز تقدم للسياسات ، والتي تهدف الى التعريف بقضايا منطقة القرن الأفريقي ، وتقديم صورة أعمق للخارطة السياسية والإجتماعية عن المنطقة لصانع القرار في العالم العربي ، عقد المركز ورشة عمل عبر خدمة زووم عن أثيوبيا، استضاف خلالها نخبة من السياسيين والمفكرين، للاستفادة من آرائهم في فهم التحديات التي تواجه المنطقة ومناقشة أبرز الملفات الساخنة على الساحة السياسية.

قدم الباحثون رؤية تحليلية وشرح مستفيض لأبرز الملفات والقضايا على الساحة الإثيوبية بما فيها ملف الانتخابات الأثيوبية والعقبات التي تقف أمامها، بالاضافة لتقديم شرح عن السياسة الخارجية لاثيوبيا وعلاقتها مع دول المنطقة، بالاضافة لقضية حق تقرير المصير التي يكفلها الدستور الاثيوبي في ظل حالة العداء التي تملأ الاجواء السياسية في إثيوبيا، كما ناقش المشاركون قضية العوائق التي تحول دون خلق تعاون حقيقي بين دول القرن الأفريقي .

المحاضرين:

باتريك جلكس المستشار السابق في وزارة الخارجية الاثيوبية
الدكتور يوناس ادايا مساعد بروفيسور في مركز دراسات الأمن والسلام
الاستاذ شوقي حاير محاضر في كلية العلوم السياسية في جامعة ماستريخت في هولندا

الجزء الأول:

خلال مداخلته تناول السيد باتريك جلكس قضية الفيدرالية الاثنية وفشل التجراي في تطبيق الفيدرالية
والخطوات التي اتخذها آبي أحمد في هذا السياق مثل إطلاق سراح السجناء السياسيين والاعتذار لمن تعرضوا للمظالم في العهد السابق، بالإضافة لتعزيز مشاركة المرأة ومحاسبة المسؤلين السابقين المتورطين في قضايا الفساد. لاسيما أن ابي أحمد واجه تحديا كبيرا منذ توليه السلطة وهو ضرورة إيجاد قوة مركزية والتي تتعارض مع فكرة الاثنية الوطنية ، وهي السبب وراء كل المشاكل التي تتعرض لها اثيوبيا الان. بعد انهيار ائتلاف الجبهة الديمقراطية لشعوب إثيوبيا بحسب السيد باتريك.

ثم تطرق إلى مشكلة الانتخابات والتي ينص الدستور الإثيوبي على ان تتم كل خمسة أعوام وقد تم تاجيلها الى اغسطس ثم إلى أجل غير محدد بسبب الكورونا، وكانت هنالك دعوة إلى إجراء حوار مع المعارضة من اجل الوصول الى حل بما يخص تأجيلها، ما دفع بأبي أحمد لاحالة الأمر الى البرلمان والذي بدوره أحال الأمر الى لجنة council of constitutional inquiry مجلس التحقيق الدستوري، وهو من المفترض انه جهة مستقلة لكن في الحالة الاثيوبية هو تابع للحزب الحاكم. والذي أحاله الى المجلس الاعلى في البرلمان وهو المجلس الفيدرالي والذي صادق على ضرورة تأجيل البرلمان لحين انتهاء الجائحة.

في المحور الثاني تناول السيد باتريك ملف الحكومة الاقليمية في تجراي والتي يسيطر عليها جبهة تحرير التجراي
وفي ما يخص العقبات التي تقف أمام إجراء الانتخابات
لخصها السيد باتريك بغياب احصاء دقيق للسكان بالاضافة لقضية الأمن ومدى قدرة لجنة الانتخابات في إجراء انتخابات نزيهة
وبحسب جلكس الخلاف يظل قائما حول قضية هل تقييم دولة فيدرالية قوية وضعيفة في المركز أم العكس ولان ابي يميل الى الخيار الثاني وسيطرة الحكومة الفيدرالية على الموازنات التي تمنح للحكومات المحلية سوف يساعد ابي ولكن تبقى قضية جلب الجميع حول مشروعه المركزي الأهم في ظل غياب حوار وطني جامع.

في الجزء الثاني من ورشة العمل قال الدكتور يوناس ادايا أن الجبهة الديمقراطية لشعوب إثيوبيا قد فشلت في تحويل المشاركة الاثنية الى فيدرالية حقيقية ودلل على كلامه ببقاء الاحزاب التي تمثل العفر و البني شنقول والسيداما خارج الائتلاف بحجة ان القاعدة الجماهيرية لهذه الاحزاب لا تملك الخصائص التي تمكنها من التفاعل مع الحراك الثوري الديمقراطي .، وبحسب الدكتور يوناس هذا يفسر تفاعل هذه الأحزاب مع حزب الازدهار الأثيوبي.

واعتبر أن الشعب الإثيوبي يستمد تماسكه من مقدرته على التعايش خارج اطار الدولة وتلعب دور العبادة دورا منذ القدم في توفير المناخ العام للتعايش ولذا لن تتاثر كثيرا بغياب دور العملية السياسية بما فيها الانتخابات
كما أن البرلمان لازال فيه أعضاء من حزب التجراي وهذا دليل على أن الممارسة البرلمانية لا تزال قائمة ولم تصل إلى طريق مسدود كما يدعي البعض، وبحسب يوناس فان القنوات لا تزال متوفرة لإجراء تقارب في وجهات النظر بين التجراي والحكومة
وفي ما يخص ملف سد النهضة قال يوناس إن سد النهضة يمكن أن يتحول الى عنصر للعمل المشترك وليس للحرب وهو الرأي الذي يتفق معه بعض الاساتذة والاكاديميين مصريين أيضا بحسب يوناس، وقال ان التوافق على هذا الرأي كفيل بدفع مصر وإثيوبيا والسودان إلى العمل معا بدلا من الأجواء المشحونة التي ساهم الإعلام في خلقها وتغذيتها.

في الجزء الثالث من الحوار قدم الدكتور شوقي حاير مداخلة عن الصراع السياسي في المنطقة واعتبر أن القرن الافريقي اصبح منطقة تجاذب لدول الخليج وساحة تصفية حسابات ما خلق حالة عداء بين دول القرن الأفريقي وأشار الدكتور شوقي إلى مبادرة أبي أحمد الذي قدم رؤية حول خلق آفاق تعاون بين دول القرن الافريقي وقام باقامة الحلف الاثيوبي الارتري الصومالي، واعتبر الدكتور شوقي أن إبقاء جيبوتي خارج هذا الحلف هي خطوة غير موفقة ولن تسهم في خلق تعاون إقليمي حقيقي ولكنه أشاد بخطوة ابي أحمد في إنهاء حالة العداء بين الصومال وإثيوبيا والتي ترتبط بذاكرة الحروب بين البلدين كما اعتبر أن الحرب في اليمن دفعت باتجاه إغفال الدور الايجابي الذي يمكن لدول القرن الأفريقي أن تلعبه في دعم اقتصاد المنطقة

في نهاية ورشة العمل قدم الباحثون أوراق عمل ودراسات عن الملف الأثيوبي وأبرز قضايا القرن الأفريقي، على أن تتم دراستها بشكل مفصل ومناقشتها في الندوات القادمة لتقديم خطة عمل تسهم في حلحلة المشاكل العالقة وتقريب وجهات النظر والإسهام بتقديم حلول عملية سيكون بعدها للمركز مسؤولية نشرها وإيصالها لصناع الرأي في المنطقة والدول المعنية….

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.