مستقبل التعليم بعد كورونا
• الدكتور نهاد خنفر
ملخص تنفيذي:
كل المؤشرات تقدم الأدلة على ان ازمة وباء فيروس الكورونا سوف تاتي بالتغيير على العديد من جوانب الحياة ، وفي مقدمتها التعليم عن بعد او الافتراضي . وقد انشغلت الدول فقيرها وغنيها فترة الوباء ، بتطبيق هذه التجارب ، ومن المستبعد ان يعود العالم الى دورة التعليم التقليدي القديم ، حتى بعد زوال الازمة الوبائية . فالعزل والتباعد الاجتماعي اجبر الخبراء على التحول الافتراضي في التعليم حفاظا على استمرار العملية التعليمية في كافة مراحلها . تولت شركات التقنية اقتراح التطبيقات المتطورة التي حولت التعليم الى الغرف الصفية التفاعلية ، واستجابت الدول المتقدمة والشركات على الفور لتطوير نماذج وحلول للمتابعة ووضع نماذج مبدعة للاختبارات ونوعية المنهاج ، ووسائل لفحص الجهود الذاتية للطلبة .لكن مع دخول الجامعات العريقة الكبرى في العالم هذا الميدان ، واعلانها ، انه بصرف النظر عن مستقبل الجائحة فانها ستمضي في مشروعها نحو تحويل العديد من المساقات للتعليم الافتراضي والمختلط ، نظرا لما يتيحه العالم الرقمي من إمكانيات هائلة ، لدعم المساقات الاكاديمية للطلبة . وتشير التقارير ان نسبة كبيرة من خريجي كليات الهندسة يفتقرون إلى المهارات اللازمة لاقتصاد المعرفة ، وان الثورة الرقمية أضافت الى قوائم العاطلين عن العمل أصحاب الياقات البيضاء أيضا .هنا تبرز أهمية التعليم عبر الانترنيت الإعادة تأهيل وتدريب خريجي الكليات العلمية على الموضوعات التي تخص المستقبل مثل الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات ليكونوا ملائمين لبيئة العمل الجديدة .
الصين تقود قاطرة التعليم الالكتروني:
تفيد الارقام بان الاستثمار العالمي قد زاد في مجال التعليم الرقمي بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، حيث ارتفع من 1.8 مليار دولار إلى 8.2 مليار دولار أمريكي بين عامي 2014 و2018. وتشير الدراسات بأن تركيز هذا الاستثمار في عام 2018 مثلا قد انصب على حلول التعليم الافتراضي بشكل رئيسي، ثم الصناعات والحلول المرتبطة به في مجال الروبوتات ، ثم الذكاء الاصطناعي. وفقا للخبراء فان ازمة الفيروس تجعل من حلول التعليم الرقمي والافتراضي اولوية استثمارية في السنوات المقبلة. فقد لوحظ ان هناك تحولا جغرافيا في حلول التعليم الرقمي على المستوى الدولي. حيث ارتفع الاستثمار الصيني من 600 مليون دولار في عام 2014، إلى 5.2 مليار دولار في عام 2018، بحيث يتركز الان أكثر من 50٪ من إجمالي رأس المال الاستثماري العالمي في مجال التعليم الرقمي في الصين. وتحذو الولايات المتحدة حذو الصين في ذلك، حيث بلغت حصتها (حوالي 20٪ من الاستثمار العالمي في 2018). كما استثمرت الهند الكثير، حيث أنفقت700 مليون دولار أمريكي في عام 2018 على تطوير الحلول الرقمية المبتكرة للتعليم، وهو ما يمثل أكثر مما فعل الاتحاد الأوروبي (500 مليون دولار أمريكي). ما حصل بالفعل خلال أزمة COVID-19 هو المزيد من الاسئلة والفرضيات التي تميل الى امكانية استخدام الحلول الرقمية في تطوير التعليم. بل انه يمكن القول بان حاجات التعليم الالكتروني الطارئة فتحت الافاق امام شركات الحلول الرقمية وشهية المبتكرين ورجال الأعمال للتوسع في الاستثمار في هذا الحقل.
كان لهونغ كونغ الدور الريادي في الانتقال الكامل إلى التعليم عبر الإنترنت عندما استبدلت جامعاتها العامة الدروس والتقييمات الشخصية التقليدية الى بدائل رقمية في نوفمبر الماضي ، على خلفية إغلاق الحرم الجامعي بسبب الاحتجاجات المناهضة للحكومة وعنف الشرطة. لكن وبعد اقل من شهرين من اعتراف الصين بانتشار وباء فيروس كورونا ، كشفت عن استعدادات تقنية وتجارب عالية المستوى في التعليم الالكتروني تجري منذ عقد من الزمن .
تمتلك الصين أكبر شركتين للتعليم في العالم (من خلال القيمة السوقية) وهما (مجموعة TAL التعليمية، 17.7 مليار دولار أمريكي، والشرقية الجديدة 11.3 مليار دولار أمريكي. يعطي ذلك مؤشرا مباشرا على الشهية الصينية للاستثمار في التعليم الالكتروني وتطويره. حيث يلتقي مع التوجهات الصينية لاختصار المسافة المعرفية مع العالم الرأسمالي الغربي. وللدلالة على جدية هذا التوجه فان 7 من أفضل 10 شركات تعليمية في العالم هي صينية، وكذلك فان 9 شركات صينية تعليمية من بين 30 شركة عالمية في هذا المجال مدرجة في البورصة الصينية في عام 2019 – بينما لم يكن الا اثنتان فقط في عام 2013. يحمل ذلك معنى هام ، وهو ان الاستثمارات الصينية في التعليم الالكتروني تفوق كل دول العالم. ما يلفت الانتباه ايضا أن الصين هي أكبر سوق للتعلم الرقمي في العالم، فلديها 172 مليون متعلم في المدارس والجامعات عبر الإنترنت (و 142 مليون متعلم متنقل من خلال التطبيقات المستخدمة في الاجهزة النقالة)، مع معدل نمو أعلى من 10٪ في كلتا الفئتين بين عامي 2017 و 2018.
يقابل ذلك اهتمام امريكي في التعليم الالكتروني ولكنه اقل بالمقارنة مع الصين، وقد لوحظ ان الدول الرئيسية الاوروبية لم تول حلول التعليم الرقمي العالي والمتوسط الاهتمام الكافي. فوفقا لبرايتآي فنتشرز، في العام 2018 استثمرت فرنسا (147 مليون دولار أمريكي)، المملكة المتحدة (142 مليون دولار)، النرويج (46 مليون)، ألمانيا (42 مليون) وإسبانيا (11.4 مليون). وحتى الان لم يصدر اي تقييمات او احصائيات خاصة بالتوجه نحو التعليم الالكتروني خلال الجائحة، مع تقديرات عامة تشير بان الطلب على الحلول الرقمية الخاصة بالتعليم قد ازداد بشكل حاد.
التعليم الالكتروني وتوسع الاعتماد عليه:
كانت ازمة الفيروس الوبائي فرصة تاريخية لاختبار فاعلية واخفاقات تطبيقات التعليم الالكتروني . لكن الثابت هو اختبار فكرة الاستغناء عن الاسلوب التقليدي الذي يعتمد التعليم وجها لوجه، ليس فقط وقت الازمات الكبرى، وانما فتح افاق جديدة للتعليم وفرتها الثورة التقنية والرقمية. وتبرز جملة من العوامل التي تؤيد هذا التفاؤل، أبرزها الزيادة المستمرة والمضطردة في تكلفة التعليم الجامعي التقليدي، والتي لم تعد في متناول حتى أبناء الطبقات الوسطى، ما يحرم عددا كبيرا من الموهوبين من ارتقاء السلم الاجتماعي والمساهمة في بناء مجتمعاتهم وتقدمها. مع الوقت، سيقود ذلك الى طبقية التعليم وانحساره في خدمة مستويات اقتصادية واجتماعية محددة. تقدم أزمة الفيروس فرصة حقيقية لاختبار اهلية التعليم الالكتروني كبديل حقيقي واقل تكلفة بكثير من التعليم التقليدي. وقد تشكل استراتيجية التعليم الالكتروني المدعوم بتقنيات رقمية متقدمة الرافعة لخطاب العديد من السياسيين والاحزاب والمنظمات الاجتماعية التي نادت بمجانية التعليم، ووضعه بيد الدولة.
المثال الأبرز على كلفة التعليم العالية، يتمثل في حقيقة ان الطالب في جامعة اوكسفورد البريطانية ينهي دراسة السنوات الجامعية الثلاث بدين حكومي يصل الى 57 ألف جنيه إسترليني ، اما الطالب الهندي فيدفع بالمتوسط رسوما جامعية ما بين 25- 45 الف دولار ، وهو الذي جعل من 25 بالمئة فقط من خريجي المدارس الثانوية في الهند ان يتمكنوا من دخول الجامعات . لقد باتت الظروف مهيئة لإيجاد حلول تضفي الديمقراطية على المعرفة والمهارات ، ويشعر الخبراء بالتفاؤل بأن التعليم عبر الإنترنت يمكن أن يحقق ذلك.
يتوقع الخبراء انتشار تكنولوجيا الجيل الخامس 5G التي أصبحت متاحة في بلدان مثل الصين والولايات المتحدة واليابان وبعض البلدان الاوروبية، فالمتوقع ان تحصل طفرة في مفهوم التعليم الالكتروني يعزز فيها مقدمو الحلول الرقمية امكانيات “التعلم في أي مكان وفي أي وقت”. بحيث تصبح عملية التعليم الالكتروني مقبولة ومدمجة كفصول دراسية مفتوحة توفر طرائق جديدة للتعلم من خلال تجارب الواقع الافتراضي والتفاعلي، بما يحول التعلم الالكتروني الى عادة يتم دمجها في الروتين اليومي كنمط حياة حقيقي. شهد العالم في أشهر الربع الاول من العام الحالي، إنشاء اتحادات وتحالفات للتعليم، مع مجموعة متنوعة من المهتمين بالشأن التعليمي بما في ذلك الحكومات والناشرين والمهنيين في مجال التعليم ومقدمي الحلول التكنولوجية ومشغلي شبكات الاتصالات لاستخدام المنصات الرقمية كحل مؤقت للأزمة. الا ان الاعتقاد يتزايد بأن يصبح ذلك اتجاه ثابت نحو التعليم في المستقبل.
لم يعد الامر مقتصرا على الصين او الولايات المتحدة او غيرها من الدول المتقدمة، وانما يمتد ذلك الى الدول الاقل حظا في الثروة والتعليم ومواردهما كنيجيريا ولبنان وبلدان كثيرة في الشرق الاوسط وافريقيا. فعلى سبيل المثال، فإن منتدى readtogether.hk الذي يتخذ من هونغ كونغ مقراً له، بات اتحادا يضم أكثر من 60 منظمة تعليمية وناشراً وإعلامياً ومحترفاً في صناعة الترفيه، ويوفر أكثر من 900 من المؤسسات والمنصات الرقمية التعليمية، بما في ذلك أشرطة الفيديو، والكتب، وأدوات التقييم والاختبار، وخدمات المشورة مجاناً. الا انه يعتزم مواصلة استخدام المنصات وتطويرها حتى بعد احتواء الفيروس.
وبالنظر الى أمثلة من هذا القبيل، من الواضح أن الابتكار التعليمي يحظى باهتمام يتجاوز المشروع الاجتماعي النموذجي الذي تموله الحكومة أو تدعمه المنظمات غير الربحية، وانما يتعدى ذلك ليصبح نموذجا تعليميا راسخا في المستقبل. يمكن طبعا التخمين بان ذلك جزء من عملية مستمرة بدأت قبل تفشي الفيروس. ففي العقد الماضي، شهد العالم اهتماما واستثماراً أكبر بكثير من قبل القطاع الخاص في حلول التعليم وابتكاراته. وامثلة ذلك متنوعة ما بين مايكروسوفت وجوجل في الولايات المتحدة إلى سامسونج في كوريا إلى تينسنت، في الصين، مع حماسة واضحة من قبل الشركات ربما ستقودها الى حتمية استراتيجية تعزز التوسع في هذا النوع من التعليم. صحيح أن معظم المبادرات كانت محدودة النطاق ، ومعزولة نسبياً قبل ازمة الفيروس، الا ان الوباء يمكن أن يمهد الطريق لتشكيل تحالفات واسعة النطاق وشاملة لعدة صناعات تلتقي على هدف تطوير التعليم الالكتروني.
الجدل حول المستقبل:
فتح انتشار التعليم عن بعد أثناء الازمة الوبائية ، حوارا عالميا واسئلة صعبة حول عدد من القضايا ، تبدا من فسلفة التعليم الجامعي والمدرسي ودور الحرم المدرسي والجامعي في تشكيل شخصية الطلبة ، وهناك اراء لشخصيات اكاديمية وازنة انتقدت التسرع في اقتراح الانتقال للتعليم الالكتروني لاي سبب من الأسباب . فقد شبه جين جاتوود ، نائب وكيل الجامعة لشؤون المشاركة العالمية في جامعة روتشستر بولاية نيويورك ، الفرق بين التعلم في الحرم الجامعي والتعليم عبر الإنترنت بالفرق بين زيارة مكان جديد ومجرد “مشاهدة مقطع فيديو” منه. وقال يانغ هاي وين، نائب رئيس جامعة ساوثرن ميديكال في قوانغتشو ، الصين ، إن التعليم عبر الإنترنت “سيخلق المزيد من الخريجين غير الاصحاء والمزيد من الإحباط لفكرة التواصل الاجتماعي ”
المسالة الأخرى التي تطرح في سياق الجدل الدائر تقول بالجانب الثقافي والنفسي للمدرسين فهم الأبطأ بين كل الشرائح المهنية الأخرى قبولا للتغيير، فالانتقال الى العالم الرقمي يشعرهم بالتهديد والطلب منهم التخلي عن مهارات مارسوها طيلة عقود من الزمن، والموضوع لا يقتصر على رفع المواد التعليمية على الشبكة العنكبوتية ، وانما تغييرا في نمط التفكير وتعلم مهارات تقنية وبرمجيات جديدة ، كما يحتاج الواقع الجديد إلى إجراء تقييمات الطلاب واحدًا تلو الآخر ، بدلاً من القيام به كنشاط جماعي. والحديث يجري عن مرحلة انتقالية صعبة ومؤلمة، لان المسالة ليست فردية وانما جماعة بشرية واسعة تمارس هذا النوع من التعليم منذ مئات السنين، وإعادة تأهيل وتدريب المدرسين يحتاج الى جهد ووقت واستثمار مالي. بالرغم من ذلك، فيبدو أنه ليس للبشرية من خيار غير التوسع في استخدام ما قدمته الثورة الرقمية من فتح لافاق التعليم الى مديات واسعة ، وقد شكل الاختبار تحت ضغط الازمة الفرصة للتطوير ، فقد برزت مشاكل فنية في تطبيقات المنصات التعليمية المقترحة مع دخول الملايين من السكان المحجوزين في منازلهم الى الشبكة، حيث واجه التطبيق الأشهر Zoom مشاكل جدية للمستخدمين خاصة في البلدان التي تفتقر الى الانترنيت السريع ، كما واجهت العديد من المنصات الصينية الرئيسية عبر الإنترنت ، بما في ذلك منصات شركة التكنولوجيا المحلية الضخمة “تينسنت “، تعطلًا بعد تلقي قفزات بعشرة أضعاف في حركة التصفح والاستخدام.
ومع ذلك، لا يزال التحول الرقمي في التعليم محدودا في المدى الذي قد يصل اليه . حتى مع النجاحات التي حققتها بعض الجامعات على صعيد التدريس عبر الإنترنت، لا تبدو في الأفق بدائل افتراضية جيدة للرحلات الميدانية أو التبادل الأكاديمي – ناهيك عن عوامل الجذب الاجتماعية والثقافية والتجربة الشخصية لحياة الحرم الجامعي التي لا يمكن تحويلها الى عالم افتراضي.
اسئلة مفتوحة:
نحن امام اسئلة صعبة ومركبة لا زال العالم الاكاديمي يحتاج الى إجابات عليها ، بدءا من مدة الحصة الافتراضية المناسبة للطالب وما نوعية المنهاج المناسب للفروض التعليمية والمهام الاكاديمية او الدراسية المطلوبة. كيف يمكن الاستعاضة عنها بحلول رقمية منتجة تساعد الطالب على الابداع والمحاضر على المتابعة الحثيثة دون الانتقاص من اهداف العملية التعليمية بمدخلاتها ومخرجاتها المختلفة، وهل يحتاج طلاب الجامعات مثلا الى الإقامة الدائمة في الحرم الجامعي من ثلاث الى أربع سنوات؟؟. يدلل واقع التجارب التي برزت في هذا المضمار ان بعض المساقات الاكاديمية يمكن ادراجها في اطار التعليم الافتراضي وأخرى تستوجب الغرف الصفية التقليدية، وفي المدى القريب يمكن للتكنولوجيا الرقمية ان تدمج الطريقتين بما يطور افاق الطالب وكل العملية التعليمية ومدياتها المفتوحة والتي لا تقتصر على دور المعلم او المحاضر الجامعي، خاصة في الكليات الانسانية والفنون.
براي القائمين على شركتي سيسكو وزووم وهما من الشركات التكنولوجية الرئيسية التي قدمت حلولا رقمية للتعليم خلال الازمة، فانه سيكون من المحتم على الكثير من مؤسسات التعليم عن بعد القيام بتوسيع منصات التعليم الالكتروني واللجوء الى نظام التعليم المختلط أكثر بما يوازن بين الاحتياجات التعليمية التي تناسب كل مؤسسة وبرامجها على حدة. لكن ذلك لا يلغي ان معاهد تعليمية وجامعات عريقة، قد أعلنت انها ستطبق بالكامل فكرة التعليم الالكتروني، من خلال حلول متكاملة لنقل فكرة التعليم الى المنصات الرقمية كما تفعل شركة 2U المتخصصة في مثل هذا النوع من الاعمال، والتي تعتمد عليها كبريات الجامعات العالمية مثل هارفارد وجامعة لندن وسيدني وجونز هوبكنز وغيرها. ان دخول جامعات ومعاهد ذات سمعة اكاديمية عالمية الى مجال التعليم الالكتروني الكامل يعزز التوقعات بتنشيط وتطوير صناعة التعليم الرقمية بشكل أسرع مما قدر الخبراء، حين توقعوا هذه النقلة النوعية في مرحلة ما بعد العام 2030 .
الخلاصة:
ملاحظتان جوهريتان في موضوع مستقبل التعليم، الاولى ان الثورة التقنية الكبرى التي يعيشها عالم اليوم بما فيها تطبيقات الذكاء الصناعي، باتت اليوم مركبا أساسيا في مستقبل العديد من الصناعات والإدارة الاقتصادية والمالية وفي اليات اتخاذ القرار السياسي. وستنعكس اثار وتطبيقات هذه الثورة على التعليم بكل مستوياته، سواء انتقلت بعض المؤسسات الى التعليم الالكتروني الكامل، او للمختلط، الذي يبقي على الحرم الجامعي لكنه يستفيد بصورة كبيرة من الابعاد التي يفتحها العصر الرقمي. المسالة الثانية: وهي ان التعليم الرقمي او الافتراضي هو اللبنة الأساسية لما يعرف في الادبيات السياسية بديمقراطية التعليم والمعرفة. وقد بدأنا نشهد إعادة تعريف الكفاءة التقنية والمعرفية والخبرة غير المرتبطة بالشهادة الجامعية، وباتت كبريات الشركات مثل مايكروسوفت وغوغل، توظف الكفاءات على أساس المعرفة والانجاز. فالتعليم الالكتروني والدورات التدريبية ، أصبحت في متناول الجميع من مختلف الطبقات ، والفئات العمرية .
للمزيد من المتابعة في المصادر :
https://www.timeshighereducation.com/features/will-coronavirus-make-online-education-go-viral
https://www.timeshighereducation.com/features/how-will-technology-reshape-university-2030
–