مسار الحرب في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور يرسم مستقبل السودان
ذو النون سليمان: مركز تقدم للسياسات
• قوات الدعم السريع تنجح في تحييد الحركات المسلحة الموالية للجيش وإحكام حصارها على مواقع قيادة الفرقة العسكرية.
• الدعم السريع يسابق الزمن لتحقيق وضعية عسكرية جديدة في ظل التقارب السوداني الروسي والإيراني والضغوطات الدولية عليه المتعلقة بالوضع الإنساني في الفاشر.
ملخص تقدير موقف ميداني:
تقديم:
بدأت قوات الدعم السريع عملياتها للسيطرة على الحامية العسكرية ومدينة الفاشر بأكملها بعد حصار خارجي لمخارج المدينة استمر لأربعة أشهر، عزلها بالكامل عن حاميات ومواقع الجيش الأخرى، وحرمها من الإمداد والعتاد العسكري الذي كان يصلها عبر القوة المشتركة المتكونة من الحركات بعد خروجها من الحياد ودخولها في الحرب كطرف ثالث الى جانب الجيش.
تحليل
– تشير المعلومات الموثوقة إلى انتقال القتال لوسط المدينة، حيث توجد المرافق العسكرية والحكومية والسوق، بعد أن كانت في الأحياء الطرفية التي تتواجد فيها قوات الحركات المسلحة، وأن قوات الدعم السريع باتت تطبق الحصار على الجيش الان، وأنها انتقلت للقتال المباشر معه بعدما كان يفصلها في السابق، قوات الحركات والمستنفرين، الذين تكبدوا خسائر ضخمة الأرواح والمعدات، أجبرتها على التراجع لوسط الفاشر والانتشار بالقرب من مقار الجيش.
– تتبادل قيادات الحركات الاتهامات مع الجيش، حيث تتهم القوة المشتركة الجيش بعدم مؤازرتها في قتالها ضد الدعم السريع والاكتفاء بالبقاء في الخنادق والتحصينات، بينما يتهم الجيش القوة المشتركة بتواطؤها مع الدعم السريع والسماح لهم باختراق الجبهة الجنوبية التي كانت تحت حمايتهم مما جعل الدعم السريع ينجح في إحكام حصاره على القيادة وعزلها من المقاومة الشعبية المتمركزة في الجنوب. في الجانب الاخر، يكافح الجيش عبر سلاحه الجوي من أجل تحسين الوضع العسكري لحاميته الآيلة للسقوط، وكسب مزيد من الوقت عبرها لإفساح المجال للمفاعيل الاقليمية والدولية من أجل تحسين موقفه العسكري سواء كان في الفاشر أو الجبهات القتالية الأخرى.
– هروب المستنفرين والجهاديين ونزوح أعداد كبيرة من المدنيين خارج المدينة أعطى قوات الدعم السريع الفرصة للتقدم تحت كثافة النيران، ووضع حواضن الحركات المسلحة المتبقية بالمدينة في مواجهة مباشرة مع قوات الدعم السريع مما قد يفاقم الازمة الاجتماعية والصراعات الاثنية مستقبلا.
خلاصة:
• إذا لم يستجد عامل خارجي, التوقعات الميدانية تشير لسيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر في غضون أسابيع قليلة كنتيجة طبيعية لتفوق منظومتها القتالية ونجاح استراتيجيتها في حصار المدينة وإنهاكها للخصوم بالقتال المتقطع, بلإضافة لاستهدافها الحركات المسلحة في بداية الحرب وتحييدهم, فالقرائن تشير لرغبة الدعم السريع في تقليل الفترة الزمنية للحرب وعدم تكرار سيناريوهات نيالا و بابانوسة, وذلك من خلال حشدها بحسب المصادر لالاف السيارات القتالية المعززة بمنظومة مدفعية متقدمة والمسيرات, وذلك لتلافي الضغط الدولي حول الوضع الإنساني في الفاشر ومن أجل الانتقال بالحرب الي مستويات جديدة لمقابلة المتغيرات الإقليمية المتسارعة والتي قد تفرض واقع سياسيا وعسكريا جديدا، يهدد بقاء واستمرارية انتصارات الدعم السريع,
• لا ترجح التقديرات فرضية توافق قيادات الحركات المسلحة مع الدعم السريع في الفاشر التي انتقلت لدائرة الاستهداف والاخضاع بدل التحييد، بعد أن أصبحت معركة مفصلية، هدفها احتكار القوة العسكرية بالإقليم والتمثيل السياسي لمواطنيه، مما يعني تجريد الحركات من السلاح تحت خيارات الاستسلام أو الهزيمة،
• بخصوص الجيش، خيارات حاميات الجنينة ونيالا والضعين التي وفرت خروجا امنا للحاميات منعدمة في الفاشر بسبب موقع المدينة والحصار المطبق عليها، مما يضع قيادته أمام خيارات عدمية محورها قوات الدعم السريع والمجهول.
• سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر سيفرض واقعا سياسيا وعسكريا جديدا في إقليم دارفور، أبرز ملامحه تراجع سيطرة مناوي وجبريل ونفوذهم في الإقليم والسودان، وينقل التصعيد العسكري لدوائر جغرافية جديدة، والأهم، يوفر للدعم السريع أرضية خصبة للمناورة بالنموذج الليبي في حال إعلان البرهان حكومته من بورتسودان.