غزة والانتخابات الأميركية.. أي تداعيات على حظوظ بايدن؟

تقدير موقف، مركز تقدم للسياسات.

تقديم:

تقلل التقارير والتحليلات من تأثير حرب غزة على وضع المرشح الديمقراطي في انتخابات نوفمبر القادم ولا على أداء المرشح الجمهوري دونالد ترامب لتمتعه – بصفته خارج السلطة- بحرية الموقف من دون أي التزامات.
في التفاصيل:
* يتعرض بايدن لضغوط من الجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي بقيادة بيرني ساندرز لاتخاذ سياسات أكثر قسوة حيال إسرائيل لوقف الحرب في غزة، ويعتبر ساندز أن الأمر قد يكون معيارا في الانتخابات ملمّحاً إلى عزوف يسار الحزب عن دعم بايدن. مع العلم أن إعراض هذا الجناح عن دعم هيلاري كلينتون عام 2016 سبب أساسي في هزيمتها ضد ترامب.
* يحتاج بايدن إلى أصوات الناخبين المسلمين، لا سيما في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان وفيرجينيا وأريزونا وبنسلفانيا. ورغم عدم وجود إحصاءات دقيقة حول حجم القوة الناخبة المسلمة، غير أن بايدن يحتاج إلى أصوات الأقليات، وخصوصا المسلمة، في الدوائر التي يتواجدون بها.
*. يضاف تحذير ساندرز إلى تحذير صدر من ولاية ميتشغان حين صوتت نسبة كبيرة من الناخبين المسلمين في الانتخابات التمهيدية بـ “غير ملتزم” Uncommitted احتجاجا على دعم بايدن لإسرائيل. وكانت صحيفة “بوليتيكو” أشارت باكرا قبل أشهر إلى أزمة بايدن مع الناخب المسلم.
* تذكّر “الاكونوميست” أنه لا يوجد طريق يمر عبر ميشيغان بدون المجتمع المسلم وأنه في عام 2016، فاز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون بهامش 10,704 صوتا في عام 2020 فاز بايدن بهامش 154,188 صوتا.
*. تظهر استطلاعات الرأي مؤخرا تقدما كبيرا في شعبية ترامب في الولايات المتأرجحة ما يقلق الحزب الديمقراطي وحملة بايدن. غير أن المحللين الذي يعترفون بمأزق الحزب الديمقراطي لا يرون أن تراجعه وتقدم ترامب له علاقة بالموقف من غزّة.
*. تكشف صحيفة “ذا هيل” أنه في اليوم التالي للهجوم الذي شنته حماس، كانت نسبة تأييد بايدن سيئة للغاية إذ بلغت 39.6 بالمئة واليوم بلغت النسبة 38.5 بالمئة”. بمعنى أن التراجع ما زال طفيفا ويؤكد أن السياسة الخارجية بما في ذلك الموقف من حرب غزّة ما زال هامشيا وإن كان محددا للصوت المسلم.
* استطلاعات معهد “غالوب” تكشف أن الدوافع الانتخابية ما زالت محلية في مقدمها الهجرة (28 في المائة) والاقتصاد (23 في المائة) وضعف القيادة (20 في المائة). وإذا ما يسجل تأثير للسياسة الخارجية، فإن الحرب الأوكرانية تبقى أولوية على لدى الناخبين.
* غيّرت حرب غزّة اتجاهات الرأي العام الأميركي، لكن شريحة وازنة من الناخبين الأميركيين لا زالوا مؤيدين لإسرائيل، ما يدفع بايدن إلى السعي لاتخاذ مواقف لكسب أصواتهم وإقناع المسلمين في الوقت عينه بالتصويت لصالحه. صحيح أن خيار غزًة لن يحوّل أصوات المسلمين إلى ترامب لكن حجبها عن بايدن قد يكون حاسما في دوائر أساسية.
* إدارة بايدن تعرف أن ليس لنتنياهو مصلحة في التجديد للرئيس الحالي وأنه يعوّل على عودة ترامب. أي أن نتنياهو لن يستجيب لضغوط بايدن بشأن غزّة أو على الأقل ليس على نحو يكون لصالحه انتخابيا. وفق ذلك قد تركّز حملة بايدن جهودها على عدم خسارة أصوات المؤيدين لإسرائيل.

خلاصة:
• سيكون على بايدن أن يبذل جهودا صعبة لينال إجماع الجناح اليساري للحزب الديمقراطي على دعم
ترشيحه. وستكون هذه الجهود أكثر صعوبة في التوجه إلى الناخب المسلم.
• رغم أهمية الصوت المسلم في بعض الولايات، إلا أن قضية غزّة لن تكون محددا أساسيا في خيارات الكتلة الأميركية الناخبة.
• إذا نجحت الإدارة في جهود الهدنة أو إيقاف الحرب، فقد يكون موقف بايدن أفضل في المسألة الفلسطينية مقارنة بموقف ترامب وإدارته سابقا في طرح “صفقة القرن”، ما يجعل عملية التفضيل بين المرشحين أكثر وضوحا للناخب المسلم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.