عام 2025 بين “خطة الحسم” ومشروع الدولة الفلسطينية؟
الضم وتصفية قضية الشعب الفلسطيني ليست قدرا
أمير مخول، مركز تقدم للسياسات
ملخص ورقة سياسات
تقديم: اعلان القيادة الفلسطينية بأن العام 2025 هو عام قيام دولة فلسطين، ومسنود بإجماع رسمي عربي واقليمي وافريقي وتأييد دولي، محاولة لتكوين وعي بنقطة انطلاق من الشعار الى المشروع المحدد بجدول زمني، وشبه اجماع دولي. مقابل تصريحات لقيادات إسرائيلية، بأنه حان وقت اعلان الضم وفرض السيادة الاسرائيلية من النهر الى البحر. كلا الرؤيتين يؤشران لطبيعة المرحلة الحالية والمستقبلية. فالصدام يحتدم بين المشروعين النقيضين.
تراهن اسرائيل على طبيعة التعيينات في ادارة ترامب الجديدة ذات الصلة بالمنطقة، ويعتبرها الاعلام اليميني المتطرف بأنها الادارة الاكثر مناصرة لإسرائيل ولفرض السيادة على الضفة الغربية. السفير الامريكي الجديد، ووزير الخارجية، والمندوبة الدائمة في الامم المتحدة ووزير الدفاع والمبعوث الى الشرق الاوسط، جميعهم ينتمون لأقصى اليمين العقائدي الافنجاليكاني .
*من الخطأ المصيري التعامل مع مسألة الضم كما لو كان واقعا وقدرا، او التقليل من جديته وخطره، بل ان افق منعه لا يزال قائما. ترامب بدوره سيواجه حقيقة أن المنطقة قد تغيرت في السنوات الاربع الماضية، منذ انهاء ولايته السابقة، كما تغيرت طريقة ارتباطاتها بالنظام العالمي الاخذ بالتبلور. كما ان الموقف العربي والاقليمي وفي المقدمة، الايراني والتركي، قد يكون مؤثرا ويؤخذ في حساب الموازين الخاصة بالصراع في الشرق الاوسط. يضاف الى ذلك كله، ان الوعي بارتباط الامن والاستقرار في المنطقة والاقليم، بتحقيق السلام القائم على تمكين الفلسطينيين من تقرير مصيرهم وحقهم في الحرية والكرامة والاستقلال.
*من المفروغ منه ان الموقف الامريكي من اسرائيل يتجاوز موقف وقدرة أي رئيس امريكي واي رئيس حكومة اسرائيلي، الا ان الحراك الفلسطيني والعربي والدولي المناصر لقيام دولة فلسطينية قد يكون اللاعب الحاسم الذي لا تستطيع ادارة ترامب تجاوزه.
* يشكل الحراك لإقامة دولة فلسطينية نقطة التقاء للمستوى الرسمي فلسطينيا وعربيا ودوليا وللمستوى الشعبي الموازي والمدني.
لا مكان للتسليم بأن خطة الضم و”خطة الحسم” واقعتين لا محالة، بل ان الارادة الفلسطينية هي شأن حاسم لمنع طمس حقوق شعب فلسطين، ولا زالت م ت ف، الإطار الجامع للفلسطينيين يمكن استنهاضها وتفعيلها، من بوابة الاولويات المباشرة: وقف حرب الابادة وضمان سيادة فلسطينية واحدة وأن مصير غزة والضفة والقدس واحد.