صفقة الاسرى : بداية اعتراف بحدود القوة
امير مخول – مركز تقدم للسياسات
في مؤتمرهم الصحفي المشترك عشية بدء الهدنة وصفقة التبادل، اشار كل من نتنياهو وغانتس وغالنت الى احتمالية اتساع الصفقة لتشمل رهائن اسرائيليين اخرين لكن دونما التزام بذلك. كما اجمع الثلاثة على ان تعقيدات الوضع قد دفعت للصفقة وهي نتيجة للعملية البرية في غزة والتهديد على حماس، واشاروا الى انها جاءت نتيجة قرار صعب لكن صحيح.
– اجمع رؤساء كابينيت الحرب الثلاثة على ان الحرب مستمرة بعد الهدنة، وعلى تعديل معين في غايات الحرب وهي هزيمة حماس والقضاء على قدراتها العسكرية وقدراتها على الحكم، وعلى إعادة كل المحتجزين الاسرائيليين في غزة وعلى اعادة الامن والامان الى الجنوب والشمال على السواء. في المقابل شدد كل من نتنياهو وغالنت بأن قادة حماس الخارج في اشارة الى هنية ومشعل وغيرهما، مستهدفون اينما كانوا ومهما كان موقعهم ووفقا لغالنت مصيرهم الموت. بينما تحدث غانتس عن توقع تكرار الحاجة الى قرارات صعبة خلال هذه الحرب.
– التزم الثلاثي بإعادة النازحين الإسرائيليين والبالغ عددهم 230 ألفا من الشمال والجنوب، لكن دونما التزام بموعد حتى ولو كان بعيدا.
– وفقا لنتنياهو وغالنت لا يوجد التزام سري تجاه هدنة مقابل حزب الله في الشمال، وانما ستدار الامور وفقا لمصالح اسرائيل وبعقلانية ووفقا لما يقوم به الطرف الاخر. بينما ذهب غانتس الى إطلاق تهديد مباشر بأن مصير شمال غزة سيتكرر في جنوب لبنان في حال تواصلت عمليات حزب الله، وفي حال اتسعت المواجهة الى حرب شاملة سيكون مصير بيروت كمصير مدينة غزة.
– تطرق نتنياهو الى إيران والى دور الحوثيين في خطف السفينة وإطلاق الصواريخ مشيرا الى ان اسرائيل متنبهة للأمر وسيكون رد دون توضيح اين وكيف ومتى.
– ساد التلعثم وعدم اليقين رد نتنياهو بخصوص دور الصليب الاحمر ومدى الالتزام بأن تقوم المنظمة الدولية بزيارة المحتجزين الاسرائيليين غير المفرج عنهم حاليا، وتوفير الادوية للمحتاجين. ووفقا للتصريحات لا يوجد اتفاق واضح مع الصليب الاحمر بهذا الصدد.
– لم يتم التطرق الى التزام بعدم إطلاق أسرى محكومين بتهم قتل اسرائيليين، بل تمت الاشارة الى ان من سيطلق سراحهم من الاسيرات والاشبال لم يرتكبوا مخالفات من هذا النوع.
– اعترف نتنياهو ضمنيا بفشل الحل العسكري لتحرير الاسرى، وقد تم وفقا له مساعٍ لذلك، وقد نجح الجيش في تحرير جثة المجندة الاسرائيلية قبل بضعة ايام. ولو كان الامر ممكنا من خلال عملية عسكرية لما كان تردد في ذلك. وفي اشارة الى احتمالية مستقبلية ان يقوم أسرى محررين بعمليات ضد اسرائيل، فقد أكد نتنياهو بأن اسرائيل ستتخذ الاجراءات في منع ذلك في اشارة الى اعادة محررين من صفقة شاليط الى السجن، وفي تصفية اخرين ممن شاركوا في عمليات.
– جاء تصريح رئيس مجلس الامن القومي تساحي هنغبي بعد ساعة من المؤتمر الصحفي واعلانه تأجيل بدء تنفيذ الهدنة، صادما وحصريا لدى عائلات الرهائن في غزة والذين اصيبوا بحالة ذهول وقلق وفقدان ثقة اضافي بالحكومة التي وعدتهم للتو بعودة احبائهم.
قراءة اولية:
• هناك تعديل معين على اهداف الحرب وحصرها في القضاء على سلطة حماس وعلى قدراتها العسكرية وإزالة اي تهديد أمنى من غزة وعودة الرهائن.
• هناك اعتراف بعدم النجاح في اعادة الرهائن الاسرائيليين من خلال عملية عسكرية، واعتراف بحدود القوة في استعادتهم، وهو ما يشكل أحد اهم اهداف الحرب على غزة.
• سعى المسؤولون الثلاثة الى استعراض الصفقة على انها صورة انتصار فرضتها اسرائيل على حماس باجتياحها البري لغزة.
• لم يستبعد قادة الحرب احتمال اتساع الهدنة من حيث عدد الذين يمكن ان يطلق سراحهم والفترة الزمنية، في حين يشير تصريح هنغبي الى امكانية وجود عثرات جدية خلال التنفيذ، بالإضافة الى تلعثم نتنياهو وغالنت بشأن دور الصليب الاحمر، وهو ما يشير الى ان اتفاق الهدنة هو اتفاق دولي متعدد الاطراف وليست اسرائيل هي من يملك القدرة على التحكم بحيثياته.
• سيكتشف العالم مع دخول الاعلام الى غزة هولَ الكارثة، مما يشكل ادانة إضافية المجتمع الدولي الذي لم يتحمل مسؤولياته في وقفها .
يبدو ان الهدنة في حال تم انجازها بالكامل، باتت مؤشرا الى احتمالية بداية نهاية الحرب.