حمدوك والحلو وعبد الواحد يوقعون إعلانا سياسيا في نيروبي

• التنسيقية تسعي للشرعية التمثيلية والحركة الشعبية وحركة تحرير السودان يسعيان لتأمين العلمانية وحق تقرير المصير
• الإعلان يؤسس لشراكة مع الدعم السريع، من شأنها إحداث تحول تاريخي ويضمن استمرار وحدة البلاد، وفرض وقف شامل للحرب.

ملخص تقدير موقف: ذو النون سليمان، مركز تقدم للسياسات

وقع رئيس الوزراء السوداني السابق ورئيس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” عبد الله حمدوك، وزعيم الحركة الشعبية – شمال عبد العزيز الحلو، وقائد حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، السبت 18 مايو، إعلان نيروبي الهادف لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة على أسس جديدة أهمها الفصل بين الدين والدولة وحق تقرير المصير.
– نص إعلان نيروبي على حق الشعوب السودانية في ممارسة حق تقرير المصير، في حالة عدم تضمين المبادئ الواردة في الإعلان في الدستور الدائم.
– تم توقيع الاعلان بين حمدوك والحلو وعبد الواحد كل على حده بحضور الرئيس الكيني وليام روتو.
وتضمن الاتفاق نصاً على العمل المشترك لمعالجة شاملة للأزمات المتراكمة، عبر عملية تأسيسية، ترتكز على وحدة السودان شعبًا وأرضًا وسيادته الى موارده، على أن تقوم الوحدة على أساس طوعي لشعوبه.
– نادى الإعلان بتأسيس دولة علمانية غير منحازة وتقف على مسافة واحدة من الأديان والثقافات والهويات، إضافة لقيام دولة مدنية يتشارك ويتساوى جميع السودانيين في السلطة والثروة وضمان حرية الدين والفكر.
– طالب إعلان نيروبي بتأسيس منظومة عسكرية وأمنية جديدة وفق المعايير المتوافق عليها دوليًا، تفضي إلى جيش مهني وقومي واحد يعمل وفق عقيدة عسكرية يعبر تشكيله عن كل السودانيين وفق لمعيار التعداد السكاني، وينأى عن العمل السياسي والاقتصادي.
– تضمن الاعلان عقد مائدة مستديرة تشارك فيها كل القوى الوطنية المؤمنة بالمبادئ الواردة في الإعلان.
– دعا الإعلان الجيش وقوات الدعم السريع لوقف إطلاق النار فورا، تمهيدًا لوقف دائم للحرب، من خلال التعاون الجاد وبإرادة حقيقية مع الجهود الإقليمية والدولية بما في ذلك منبر جدة.
– أكد الرئيس الكيني وليم روتو، على إن بلاده لا زالت شريكا رئيسي في الجهود الرامية لتحقيق السلام الدائم في السودان وشدد على ضرورة مشاركة المجتمع المدني في العملية السلمية.
الخلاصة:
• التوقيع علي الاعلان يمثل اختراقا سياسيا لتنسيقية القوي الديمقراطية المدنية التي سعت مرارا لضم حركة الحلو وعبدالواحد للتحالف، وذلك بحكم تأثيرهم العسكري والاجتماعي وسيطرتهما علي رقع جغرافية واسعة في جنوب كردفان والنيل الأزرق وجبل مرة في دارفور، مما يزيد من شرعية “تقدم” في تمثيلها السياسي للشعب السوداني والتعبير عن ثورته.
• يتزامن الإعلان مع فعاليات مؤتمر التنسيقية في يوغندا مما يمنحها دفعة سياسية أمام التحالفات الداعمة لتيار الحرب في السودان. لكن الاكتفاء بالإعلان وعدم انضمام الحلو وعبد الواحد لتحالف حمدوك طرح تساؤلا حول مدى توافق الأطراف الثلاثة حول مستقبل العملية السلمية علي الرغم من تفاهمها وتوقيعهما على الاتفاق، ويرشح لتكرار القائدين لموقفهما المتحفظ من اتفاقية سلام جوبا في حال وصول طرفا الحرب للسلام.
• يدعم هذا الافتراض ورود نص في الاتفاق السياسي حول حق الشعوب السودانية في ممارسة حق تقرير المصير، في حالة عدم تضمين المبادئ الواردة في الإعلان في الدستور الدائم مما يكشف عن مخاوف القائدين حول تصورات النخب السودانية وأطراف الحرب للحل السياسي، ويؤشر لاستعدادهم لتفعيل حق المصير والبحث عن صيغ سياسية جديدة لشعوبهم، بما فيها الحق في الانفصال، وهي الصيغة التي فتحت الطريق لانفصال جنوب السودان في 9 يونيو عام 2011 .
• هناك تقدير يشاركنا به العديد من خبراء الشأن السوداني، انه على الرغم من بعض القضايا الإشكالية الواردة في البيان المشترك، الا ان المضمون العام يتطابق مع رؤية الدعم السريع وقائده الفريق محمد حمدان دقلو- حميدتي- والتي تنادي بقيام دولة المواطنين المتساوين واقتسام الثروة والسلطة في ظل نظام فيدرالي يحقق اللامركزية الإدارية ويضمن دستوريا احترام التعددية الاثنية والثقافية والدينية لكافة الاثنيات والمكونات الاجتماعية.
• مصادر مسؤولة في الدعم السريع اعتبرت ان خطاب عبد العزيز الحلو في ذكرى تأسيس الحركة الشعبية – شمال – يمكن ان يؤسس للقاء كل القوى والفعاليات السياسية والاجتماعية التي تسعى لبناء السودان الجديد ووقف الحرب والعدائيات، لبناء أوسع جبهة ضد الحرب والدخول في المرحلة الانتقالية وحكومة مستقلين بعيدا عن المحاصصة الحزبية وسلطة أصحاب السلاح، تمهيدا لانتخابات وتمثيل حقيقي وعادل للشعوب السودانية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.