بعد سقوط مبنى الاذاعة: الجيش السوداني يستعيد زمام المبادرة

تقدير موقف: وحدة الشؤون الافريقية ، مركز تقدم للسياسات

تقديم:

في تحول نوعي لمسار الحرب في السودان، استعاد الجيش والميليشيات المساندة له، مبنى الإذاعة والتلفزيون في امدرمان، باستخدام عشرات المسيرات. ويقول أنصار النظام القديم، ان هذه المعركة ستفتح الباب لاسترداد كل المواقع في الخرطوم وولاية الجزيرة واجبار قوات الدعم السريع على التراجع نحو حاضنتها القبلية في دارفور.

تحليل
• تمثل هيئة الإذاعة والتلفزيون رمزا معنويا لطرفي الحرب , وعنصر للسيادة ، سعي الجيش طوال فترة الحرب لاستردادها من أجل إثبات مقدرته القتالية واستعادة السيطرة على مدينة أمدرمان ذات الموقع الاستراتيجي الذي يربطها مع الخرطوم بحري وتأمين انتشار قواته في المنطقة الممتدة من قاعدة وادي سيدنا ومنطقة كرري العسكرية في شمال المدينة، وصولا الى منطقة سلاح المهندسين في وسطها.
• يمثل هذا الانتصار للجيش أول انتهاك للقرار الصادر من مجلس الامن الدولي رقم ”2427” حول الهدنة الإنسانية ووقف العدائيات في شهر رمضان، يوم الجمعة 8 مارس الجاري الذي قدمته بريطانيا وحظي بتأييد 14 دولة ما عدا روسيا، وهو ذات القرار الذي رفضه الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني، الذي أعلن رفضه الهدنة أو الجلوس التفاوض مع الدعم السريع ، مالم يخرج من العاصمة الخرطوم وينسحب من مدن دارفور. وقال مراقبون ان هذه التصريحات تعبر عن موقف النظام القديم وكتائبه الجهادية وشركائه الإقليمين، وتخالف موقف قائد الجيش ورئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان، الذي أعلن التزامه بالهدنة وقام بزيارة إلي دولتي ليبيا ومصر تتعلق بمبادرات الأطراف الإقليمية حول الحل السياسي.
• استرداد الجيش لمباني الإذاعة كان متوقعا بعد تمكنه من السيطرة على مناطق وسط أم درمان ومحيط الإذاعة وإجبار إرتكازات الدعم السريع على التراجع وذلك بعد استخدامهم استراتيجية القتال الليلي عبر مجموعات العمل الخاص “السودانية والإيرانية والاوكرانية” وتوظيفهم للمسيرات بكثافة عالية , واستهدافهم النوعي لقيادات الدعم السريع العسكرية ، إلى جانب تنظيم صفوفه القتالية وتجنيد مقاتلين جدد تحت شعار المقاومة الشعبية وبمعاونة الحركات المسلحة.
• تشير التقارير لوجود قوات ضخمة للدعم السريع في مدينة أمدرمان , بقيادة قائدها الثاني عبدالرحيم دقلو , وعن استعدادات تجري لاستعادة زمام المبادرة بغرض إعادة إحكام السيطرة علي المدينة المفتاحية بسبب موقعها الوسطي الرابط بين الغرب والشمال , والذي يجعلها منطقة استراتيجية لقواته المتواجدة في الخرطوم والخرطوم بحري والجزيرة , والولايات الشمالية .
• بعد فقدان قوات الدعم السريع مباني هيئة الإذاعة والتلفزيون، أو انسحابها وفق سردية قادتها ، لم يتبقى لدي الدعم السريع خيار سوي حسم ميدان المعركة في أمدرمان والاستيلاء على منطقة المهندسين ووادي سيدنا حتى يحمي تقدمه في سنار والشمالية، وسيطرته على مواقعه في ولاية الخرطوم والجزيرة، وفرض واقع الحل السياسي على قوي الحرب في السودان والإقليم , مما سيشكل عبئ عسكري وسياسي علي إستراتيجية انفتاح قوات الدعم السريع علي ولايات السودان ..
خلاصة
– سيطرة الجيش وكتائبه الإسلامية علي مباني هيئة الإذاعة والتلفزيون، يمثل استعادة زمام المبادرة وبداية سيطرة النظام القديم على القرار السياسي بالدولة عبر إدارته للحرب من خلال هيئة العمليات والمخابرات ومساعد القائد العام الفريق ياسر العطا، البديل الإسلامي للجنرال البرهان،.
-عسكريا: تمثل ناقوس الخطر لبداية أفول انتصارات الدعم السريع في حال فشلها في مواكبة استراتيجية الجيش القتالية الجديدة والتعامل مع تحدياتها الداخلية المتمثلة في إدارة القوات وتحسين المعدات القتالية التي باتت متخلفة عن نظيرتها في الجيش بعد حصوله على المسيرات والاسلحة النوعية من إيران وأوكرانيا , وسينعكس هذا التحول على التحالفات السياسية للطرفين .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.