انقسام القوة المشتركة للحركات المسلحة في دارفور
بداية المواجهة المباشرة بين الحركات والدعم السريع وازدياد تكلفة معركة الفاشر
تقدير موقف: وحدة الشؤون الافريقية
تقديم : أعلن والي شمال دارفور السابق والقيادي بحركة تحرير السودان عن تشكيل قوة مشتركة جديدة في دارفور بهدف حماية المدنيين , وبمعزل عن الحركات الموالية للجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع .
تتكون القوة المشتركة من حركة تحرير السودان المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس , وتجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر , والتحالف السوداني برئاسة حافظ عبدالنبي المحسوب سياسيا واجتماعيا على الدعم السريع ..
تتشكل القوة من 2500 مقاتل, هدفها حماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية والتواصل مع أطراف النزاع للتحرك بحرية دون استهداف للقوة والمساعدة في تفادي وقوع حرب أهلية في اقليم دارفور.
•اسباب تكوين القوة المشتركة الجديدة انحياز حركتي العدل والمساواة بقيادة جبريل ابراهيم وتحرير السودان بقيادة مني مناوي للجيش، مما تسبب في تعطيل مهمة القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح لمسار دارفور وأضعاف مهامها في حماية المواطنين وتأمين القوافل الانسانية
تحليل:
تأتي هذه الخطوة بعد تزايد الاستقطاب وإعلان كل من رئيس حركة تحرير السودان “مناوي” والعدل والمساواة “جبريل” انحيازهم المعلن للجيش السوداني في حربه ضد الدعم السريع، في الوقت الذي يتمسك فيه كل من الهادي إدريس والطاهر حجر بموقفهم الحيادي الظاهري بعدم مناصرة أي من أطراف النزاع العسكري على الرغم من تنسيقهم مع الدعم السريع , فرضتها متغيرات مهمة مسرحها ولاية شمال دارفور , مقر الحامية الأخير للجيش في دارفور , تتمثل في التالي:
– تغير موقف القيادة العسكرية لحركة مناوي الرافض للحرب بجانب الجيش ومشاركة القائد العام جمعة حقار في تأمين الفاشر وهي المكان الأخير للجيش في دارفور ، ومرافقة نائب القائد العام جابر اسحق للقائد مناوي لوادي سيدنا في أمدرمان وسعيه لتأمين نقل الإغاثة لدارفور علي الرغم من اعتراض الدعم السريع .
– إفشال قوات الدعم السريع بقوة السلاح محاولة لإدخال إمداد للحامية المحاصرة في الفاشر , بقيادة مجموعة تتبع لحركة عبد الواحد قادها رئيس هيئة الأركان يوسف كرجكولا , الذي له تنسيق مع الجيش ومناوي للدفاع عن الفاشر وذلك بفضل طبيعة القوات التي تحت قيادته والتي ينتمي معظمها لقبيلة الزغاوة
– تزايد مؤشرات اندلاع معركة الفاشر ، التي بدأت بإحكام الدعم السريع سيطرته علي مداخل ومخارج الفاشر ومنعه تحرك الحركات المسلحة من دون إذنه ، واستقدامه قوات وقادة من وسط دارفور وغرب دارفور , الذين ينتظرون اكتمال السيطرة علي حامية بابنوسة قبل هجومهم .
– محاولات الجيش لفتح جبهة استنزافية رابعة للدعم السريع في الفاشر بعد ( أمدرمان , الجزيرة , بحري , بابنوسة ) وإضعاف فعاليته القتالية عن طريق تشتيت قوته النوعية الضاربة ” جنود النخبة والمنظومة الجوية” , ومخطط الجيش لخلق صراع قبلي بين العرب والزغاوة عن طريق الحركات المسلحة , وإحراج النظام التشادي وتهديد خطوط الامداد الخلفية للدعم السريع.
خلاصة:
طيلة فترة الحرب , كان الصراع بين الحركات والدعم السريع في دارفور يدور تحت ستار الحرب الباردة والحروب غير المباشرة ، طرفاها الرئيسين مناوي وجبريل الذين أعلنا وقوفهم مع الجيش وفق مصلحتهم السياسية , والثانويين حجر والهادي , المتحفظين في دعمهم المباشر العلني للدعم السريع علي الرغم من تنسيقهم السياسي والعسكري , الذين يعول عليهم في حكومته المدنية , وبتقييم عدد وعتاد القوة المشتركة , استطاع الجيش تأمين مشاركة القوى الكبرى من الحركات المسلحة الي جانبه وذلك بعد نجاحه في استقطاب عدد من قوات ” حجر” “الهادي” وانحياز جيش مناوي وجبريل لصفه , لتزداد تحديات الدعم السريع في معركة الفاشر بكل عواملها العسكرية والسياسية والاجتماعية , كمؤشر حقيقي لمستقبل الدعم السريع في حال الهزيمة أو الانتصار .