المشهد الاسرائيلي الاسبوعي

16 – 22/7/2024

وحدة الشؤون الإسرائيلية: مركز تقدم للسياسات

1. انسحاب بايدن: قراءات اسرائيلية
تتفاوت ردود الفعل الاسرائيلية بصدد قرار بايدن الانسحاب من سباق الرئاسة الامريكية، وارتفع في معظمها منسوب القلق وهذا ما يتضح من التصريحات شبه الرسمية وما يعكسه الاعلام العبري. يدرك نتنياهو انه بالرغم من التوتر بين الادارتين، لم يكن من رئيس امريكي سيقدم لاسرائيل منذ السابع من اكتوبر اكثر من بايدن الذي على قناعة بأنه صهيوني بالمفهوم العميق للصهيونية. بل يساور نتنياهو القلق بأنه في حال انتخاب ترامب سيكون عدم اليقين من سياسته هو سيد الموقف، فمن ناحية من المعوّل عليه ان يتيح الضم في الضفة الغربية، وتقويض السلطة الفلسطينية والكيانية الفلسطينية، الا انه قد يفرض على اسرائيل وقف الحرب “غير المجدية” على غزة، مما يعتبره نتياهو هزيمة.
كما ان مسعى نتنياهو في خطابه امام الكونغرس لمحورة الانظار حول الحرب “الوجودية” على غزة وحول اولوية حشد عالمي واقليمي عربي تقوده الولايات المتحدة وفي محوره اسرائيل ضد ايران، بات هامشيا قياسا بجدول الاعمال الامريكي الحقيقي المنشغل في انسحاب بايدن من سباق الرئاسة. كما ان المنطقة العربية معنية بتهدئة الجبهات لا اشعالها وحصريا مع ايران المعنية بدورها بهذه التهدئة. وللتنويه، تصل بعض المصادر الإعلامية الى خلاصة ، ان كل ما سعى ترامب للتأسيس له على الاتفاقات الابراهامية قد تهاوى.
زيارة نتنياهو الى واشنطن وخطابه امام الكونغرس لم تكن منذ البداية لترقى الى مستوى حوار استراتيجي او زيارة مفصلية بين البلدين، بل جاءت ضمن مساعي نتنياهو بذاته وكذلك في سياق التنافس السياسي الامريكي الداخلي على البيت الابيض. في حين ان التنسيق الحقيقي والمستدام يتم من خلال مستشاري بايدن للامن القومي ووزير الخارجية ورئيس السي اي ايه ويليام بيرنز، وحصريا بين وزير الدفاع اوستن ومقابله غالنت وقيادة اركان الجيش الاسرائيلي. اي ان زيارة نتنياهو التي خطط لها ليكون لها مردود تظاهرة قوة امام الراي العام الاسرائيلي، قد تنقلب عليه
التخوف الجوهري لدى نتنياهو حاليا هو ان بايدن من لحظة انسحابه بات محررا من الاخذ بالحسبان المسألة الانتخابية في كل خطوة بصدد غزة، وحصريا قد يكون اكثر حزما في هذه المرحلة بصدد ابرام الصفقة والتهدئة وتبريد الجبهات. كما ان احتدام الانتخابات الامريكية من شأنه الدفع نحو الاهتمام بالقضايا الامريكية الداخلية وليس باسرائيل والمنطقة.
للخلاصة:
• اسرائيل الرسمية تعيش حالة قلق نتيجة التطورات والاحتمالات بعد انسحاب بايدن
• استراتيجية نتنياهو للعب على التناقضات الامريكية الداخلية في التنافس الرئاسي باتت هامشية، وحصريا مع تحرر بايدن من اخذ الاعتبارات الانتخابية في خطواته للاشهر القادمة .
• احتمالية الصفقة والتهدئة في غزة باتت كبيرة.
• فلسطينيا وعربيا هذه فرصة هامة لدفع ادارة بايدن رغم محدودية زمنها الى الضغط في اتخاذ خطوات عقابية تجاه الاستيطان في الضفة وإلزام حكومة نتنياهو بذلك.

2. الجبهة الحوثية بعد استهداف تل ابيب والحديدة

– يرى يسرائيل زيف الجنرال السابق ورئيس وحدة العمليات في الاركان العامة، انه بالامكان مواجهة الصواريخ بعيدة المدى من اليمن لكن المشكلة ان اسرائيل تتورط في معركة متعددة الجبهات ولا يمكنها الانتصار على الحوثيين ويعود ذلك الى البعد الجغرافي والى طوبغرافية اليمن، والى قدرات الحوثيين. لكن وفقا للجنرال زيف ينبغي استهداف “الراس” اي ايران. كما ينبغي استهداف موارد الحوثيين ومنعهم من الاستفادة من وقف معظم الملاحة والتجارة البحرية عبر البحر الاحمر، في حين يهدد الحوثيون باغلاق باب المندب.
– يدور نقاش اسرائيلي ومفاده الاستعداد دائما لحرب متعددة الجبهات، والسعي في حالات اللا-حرب الى تفكيك وحدة الساحات والجبهات. بينما الشق الاخر لهذا النقاش هو مفهوم الامن القومي في استبعاد الخوض في حرب من هذا القبيل، لكونها تشكل احد اعتى صنوف حرب الاستنزاف.
– توجد اعترافات بأن مثل هذه الحرب لا يجوز ان تكون اسرائيلية منفردة مقابل تحالف جبهات حتى وان كانت غير دولانية او شبه دولانية، وعليه تكون النتيجة هي العودة الى النموذج الذي لم يحقق مبتغاه على شاكلة حلف اقليمي دولي مبني على الاتفاقات الابراهامية وفقا للرؤية الاسرائيلية.
– جاءت الضربة الاسرائيلية في ميناء الحديدة اليمينة لتحمل مثل هذه الرسالة للانظمة العربية والغربية، الا انها في المقابل فتحت المجال امام التحول الى تسديد الضربات، وهي حالة استنزاف وكذلك لا تعزز الردع الاسرائيلي استراتيجيا، ليكون مفعول طائرة مسيّرة قد يفوق استراتيجيا مفعول غارة بطائرات F35.
– بدأت تظهر اصوات في اسرائيل تتحدث عن اهمية الدولة العربية القوية بما فيه دولة فلسطينية، لتكون رادعة لاية تحديات شبه دولانية لا تتوقعها اسرائيل، ولا تستطيع التخلص منها وتفرض واقعا استراتيجيا لا تستطيع اسرائيل تحمله وعلى سبيل المثال اخلاء البلدات الحدودية في الشمال من سكانها.
– هناك اصوات صادرة عن رئيس المعارضة لبيد ورئيس حزب الدمقراطيين يائير غولان، مفادها بأن الحل لتهدئة الجبهات مكمنه في غزة وضرورة ابرام الصفقة فورا، وبأن على اسرائيل التفكير في خيارات سياسية لكون الخيار العسكري وحده يؤدي الى تآكل كل انجاز تكتيكي.
– في المقابل تعلو اصوات مؤثرة تحث الحكومة لتوسيع نطاق الحرب في الجبهة الشمالية مع لبنان والى استهداف ايران مباشرة، نظرا لكون الهجوم الحوثي وفقا لاسرائيل برعاية ايرانية وهو ما تنفيه الاخيرة وينفيه الحوثيون. تعبر هذه الاصوات عن مزاج ملموس في الراي العام الاسرائيلي.
– في حين لا توجد اية مصلحة لشعب فلسطين في حرب اقليمية متعددة الجبهات، تفتقر اسرائيل الى اية استراتيجية تفتح المجال لخيار غير الخيار العسكري الذي يدفع نحو تعدد الجبهات.
للخلاصة:
يتضح ان وحدة الجبهات والساحات قد باتت حقيقة وأمرا واقعا، ولن يكون بمقدور اسرائيل التخلص منها عسكريا، وبات الخيار الاسرائيلي اما وحدة جبهات مشتعلة او وحدة جبهات ساكنة، بينما مفتاح الحل راهناً هو بالصفقة والتهدئة ووقف الحرب على غزة.

3. استراتيجية المستوطنين الجديدة في الضفة الغربية وهل من حماية للفلسطينيين

تشهد اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية تحوّلا ملموسا من اعتداءات بؤرية الى مشروع علني متكامل وهادف سعيا للتطهير العرقي ولاستهداف مجمل الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية.
تشهد الضفة الغربية ايضا تحولا في اعتراف الجيش بقصوره قانونيا واجرائيا عن ردع المستوطنين الذين يشكلون وفقا للجيش والشاباك خطرا جوهريا على الامن القومي الاسرائيلي قد يؤدي الى اشتعال الاوضاع في الضفة والمنطقة.
يشهد المشروع الاستيطاني نشوء جيل جديد من المنظمات الارهابية غير المكترثة لاية مرجعية باستثناء مرجعيتها الدينية الصهيونية. انه مجموعات منظمة على شكل ميليشيات تحظى بحماية الجيش عند الضرورة كما تحظى بتعاطف واضح من قبل الشرطة المخولة بالتعامل مع المستوطنين، كما انها محمية حكومياً.
ما يميز التحولات الجارية هو منهجيتها، واعتمادها مبدأ “تدفيع الثمن” للسلطة الفلسطينية وللفلسطينيين في الضفة مقابل كل اجراء دولي بحق المشروع الاستيطاني وهذا يشمل؛ اعترافات دولية بفلسطين دولة تحت الاحتلال، اجراءت عقابية ضد مستوطنين تقوم بها الولايات المتحدة او دول اوروبية، بينما تدفيع الثمن سيشمل حصريا فتوى محكمة العدل الدولية بشأن الاحتلال المستدام والاستيطان.
تصنّف هذه الاوساط كما الحكومة كل انجاز دبلومسي فلسطيني على أنه “ارهاب دبلوماسي” يستوجب تقويض اضافي للسطة الفلسطينية واجراءت الضمن وكذلك اعلان اقامة مستوطنات جديدة.
الخلاصة:
– من الضرورة اتخاذ اجراءات تضمن الحماية وان تطرح السلطة الفلسطينية امام الجمعية العامة ومجلس الامن تخويلها أمميا بحماية مواطنيها بخلاف ما ينص عليه اتفاق اوسلو.
– اطلاق حملة دولية لفرض انتقال العقوبات من المستوطنين الافراد الى فرضها على حكومة اسرئايل التي تدعمهم وتوفر لهم الغطاء القانوني والسياسي.
– السعي من المجموعة العربية بالتنسيق مع فلسطين نحو سلسلة من الاجراءت تدعم فعليا فتوى محكمة العدل الدولية نحو تطبيقها.
– تنظيم الفلسطينيين في الضفة للحماية الشعبية وتعزيز التعاون والتنسيق مع الاوساط الاسرئايلية المعنية بهذه الحماية والاوساط الدولية.
– تشكيل حملة موجهة لإلزام ادارة بايدن باتخاذ اجراءات عقابية ضد الوزيرين سموتريتش وبن غفير، دون اغفال ان المسؤولية تقع على كل حكومة اسرائيل.

4. انسحاب يوسي كوهين من التنافس على رئاسة المعارضة

اعلن رئيس الموساد السابق يوسي كوهين والذي يعتبر من اقطاب اليمين، انسحابه من التنافس على رئاسة كتلة احزاب يمينية وسطية تسعى لاسقاط حكومة نتنياهو. قد يكون هذا الموقف نهائيا نتيجة تعاقد مع شركة كبرى، وقد يتراجع عنه، الا انه قطع اندفاعته وكذلك التوقعات التي رأت به قائدا واعدا.
يضعف هذا الانسحاب التكتل اليميني بين احزاب يسرائيل بيتينو (لبرمان) ونفتالي بنيت الذي لم يحدد بعد تسمية حزبه وغدعون ساعر رئيس اليمين الرسمي. وهذا الاخير لا يزال من المحتمل ان ينضم لحكومة نتنياهو وزيرا للأمن بدلا من غالنت وعلى حساب تخلص نتنياهو من الشراكة مع سموتريتش وبن غفير التي باتت عبئا في عدة جوانب، وأهمها انه غير معني ان يظهر بانه من اقصى اليمين بل يحتاج لبقائه السباق، جذب اصوات من يمين الوسط. الا ان التخلص من غالنت ليس بالامر مضمون النتائج لنتنياهو، كما ان انضمام ساعر ليس مضمونا اذ هناك معارضة بين اقطاب الليكود المعنيين بوراثة مكانة نتنياهو.
معظم الاستطلاعات تؤكد تحسن وضعية نتنياهو الانتخابية وقد يبادر هو لانتخابات مبكرة، تبدو شبه مؤكدة ظاهرة تراجع غانتس، مقابل كتلة اليمين المناويء لنتنياهو. في حين ان الاخير يجد انع قد تخلص من تحدي كوهين له.
الصراعات بين الحرديم والصهيونية الدينية تتعمق وتتسع، يضاف اليها مسألة البدء بتطبيق استدعاء الشباب الحريدي الى الجيش وتخندق هذه الاحزاب في رفض قرار الجيش وفي دعوة مرجعياتها الدينية الى العصيان وعدم الانصياع لأوامر التجنيد.
للخلاصة:
– وفقا لمعظم التقديرا فإن الانتخابات المبكرة ستجري في الشتاء القادم. وهي فرصة للتخلص من حكم نتنياهو سموتريتش بن غفير.
– ليس من المضمون ان تحسم الانتخابات هوية الائتلاف القادم بل قد تتكرر الجولات الانتخابية في العامين القادمين.

5. هل من احتمالية للصفقة خلال اسبوعين؟

في مقابلة على القنال 12 يوم 21/7/2024 صرح وزير الطاقة ايلي كوهين والمقرب من نتنياهو بأنه يتوقع ان تتم الصفقة خلال اسبوعين، اي حتى نهاية الاسبوع الاول من شهر اب اغسطس. جاء التصريح عشية زيارة نتنياهو الى واشنطن.
الاجواء الاسرائيلية مهيئّة لمثل هذا القرار، بينما المعوّق الوحيد الذي يعترضه هي قرار نتنياهو نفسه. وقد عقد عشية سفره الى واشنطن اجتماعا أمنيا مطولا بمشاركة قادة الاجهزة الامنية والوزير ديرمر الاكثر قربا له والمسؤول عن الملف الامريكي. ومما رشح فقد استحوذت تقديرات الجيش والشاباك بصدد بدائل السيطرة العسكرية المباشرة في محوري فيلادلفيا ونيتسريم ويبدو انها كانت مقنعة لنتنياهو.
كما ان الضربات العسكرية الاسرائيلية التي قامت بها اسرائيل في الحديدة في اليمن وكذلك في محاولة اغتيال محمد ضيف واستهداف قادة ميدانيين اخرين، اعتبرتها المؤسسة الاسرائيلية انتصارات هامة تعزز من امكانية التوصل الى صفقة بالشروط الاسرائيلية. ووفقا لمقال في “يسرائيل هيوم” اشار بروفيسو ايال زيسر في تحليلاته الى ان الفرصة مؤاتية وقد لا تبقى اذا تمت المماطلة. كما واكد أن “اعادة المخطوفين هي الانتصار للروح الاسرائيلية”، منوها الى ان الصفقة المطروحه هي الحد الاقصى مما تستطيع اسرائيل انجازه مطالبا بمصارحة الجمهور الاسرائيلي بهذه الحقيقة.
سوف تتضح الامور خلال زيارة نتنياهو الى واشنطن واجتماعه مع بايدن. الا ان ما قام به بانتداب الوفد المفاوض الى قطر لانجاز الصفقة لكن يوم الخميس 25 يوليو الجاري اي بعد عودته منن واشنطن تبقي الامور مرة اخرى غير واعدة الى حين تنفيذ قرار ارسال الوفد وعدم ايقافه في اللحظة الاخيرة.
للخلاصة:
احتمالات الصفقة كما تحدث بها الوزير كوهين ممكنة وقوية، لكن لا شيء مضمون بعد.

6. تمرد ثمانية من نواب الليكود: حقيقة ام مسرحية؟

عشية مغادرة نتنياهو الى واشنطن اعلن ثمانية من نواب الليكود عن معارضتهم لاطار الصفقة المقترح، مهددين بأنه في حال مضى نتنياهو بهذا المقترح ستكون نهاية الحكومة.
كان لافتا ان الاعلام الاسرائيلي لم يحمل هذه التهديدات على محمل الجد، بل غلب التقدير بأن نتنياهو معني بهذه الاصوات كي يبين للكونغرس مدى “الصعوبات” التي يواجهها حتى داخل حزبه.
قد يكون الاعلام العربي اقليميا هو اكثر من استهلك هذا الخبر، في تحليلات مفادها سقوط حكومة نتنسياهو والتعويل على الازمة الداخلية الاسرائيلية.
للخلاصة:
لا توجد ازمة لنتنياهو في تمرير الصفقة بل الازمة في قراره هو فلديه غالبية حكومية وبرلمانية وشعبية.

7. مسألة المجندين المعروفيين الدروز في الجيش ومصلحة السجون الاسرائيلية

فيما يلي النص الكامل لبيان حركة النهضة المعروفية، وهي تيار له حضوره داخل الطائفة الدرزية بين فلسطينيي48، والى جانب التنظيمين العريقين لجنة المبادرة العربية الدرزية لرفض الخدمة العسكرية في الجيش الاسرائيلي والتأكيد على هويتها الفلسطينية، وحركة المعروفيين الاحرار المعنية بالتواصل العربي مع الدرز في لبنان وسوريا وبناء هوية وطنية فلسطينية :
” بيان صادر عن تيار النهضة والاصالة المعروفي
لقد تمّ تداول أسماء بعض العاملين والضّباط في مصالح السّجون الإسرائيلية من قبل صفحات فلسطينية على شبكات التواصل، والتّي تؤكّد بشهادات أسرى أمنيين، عمليّات تنكيل غير انسانية يقوم بها البعض بحقّ الأسرى الفلسطينيين، وبموجب الشّهادات، فإنّ هذه الجرائم الإنسانية المخزية يندى لها الجبين، ولا يتقبّلها المنطق الأخلاقي والإنسانيّ بغض النظر من يقوم بهذه الاعمال ومن اي انتماء فإنه عمل مرفوض جملة وتفصيلاً.
ومن نافل القول إنّ هذه الأعمال تمثّل مقترفيها، وهم المسؤولون عنها أمام الخلق والخالق.
ولكن وضع الطّائفة الدّرزية في إسرائيل والّذي تسوده ظروف استثنائية تبرز في كلّ حالة مثل حالة الحرب الرّاهنة، تجعل من هذه الأعمال الفردية حالة تعود بالضّرر الإعلامي والاجتماعي على طائفة بأكملها، دون أن تكون لسوادها الأعظم علاقة بهذه الممارسات البربريّة الّتي لا تمثّل الأخلاق والقيم والمبادئ التّوحيديّة المعروفيّة.
ومن هذا المنطلق نتوجّه للقيادة الدّينيّة ورجال الدّين، باتخاذ الموقف الصّارم، حيال هذه الأفعال الشّنيعة، إسوة بالموقف الّذي اتخذه المرحوم الشيخ أمين طريف في فترة الانتفاضة الأولى، والّذي أقرّ الحرمان والمقاطعة لكلّ مجنّد درزي يمارس أعمالاً لا انسانيّة في المناطق المحتلّة، أو في السّجون الأمنية.
وبناءً على ذلك فإنّنا نتوجه إلى أصحاب الأخلاق والضمائر الحيّة والقيم الإنسانية من أبناء الطّائفة المعروفية كافّة بشجب هذه الأفعال، واتخاذ الموقف بمقاطعة ونبذ كلّ من يتورّط باقترافها.
ونذكر، ان تاريخنا حافل بالنضال والحفاظ على هويتنا ونهجنا الانساني منذ اكثر من الف عام، وتشهد عليه صفحات من المآثر في الذود عن الأرض والعرض والدين ورد كل معتد ومنتهك لإيماننا وحقنا في الحياة ، واننا استقينا موروثنا الحضاري ممن سبقنا من اساطين الفكر والفلسفة، ودمجنا ذلك بفكرنا ومعتقداتنا، ويتمثل ذلك في نهج السلف الصالح والذي نعمل على مواصلة طريقه، ومن خيرة من يمثلهم المفكر شكيب ارسلان والمعلم كمال جنبلاط، كذلك تاريخنا الحاضر شاهد على دورنا في النضال منذ ايام المغفور له سلطان باشا الأطرش.
ونؤكد، ان هذا الوقت بحاجة الى وحدة ابناء مجتمعنا ووقوفهم صفا واحدا في وجه القوانين العنصرية الإقصائية، وعلى وجودهم التاريخي في البلاد كأبناء أصليين متمسكين بلغتهم وحضارتهم واعتزازهم بهذا الحضور الفاعل الذي يبني ويطور القيم الانسانية.”

للخلاصة:
– من الاهمية بمكان عدم التعميم اعلاميا وسياسيا ضد الطائفة الدرزية التي تشكل جزءا لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي لفلسطينيي48، والتي تتعرض الى سياسات التمييز العنصري في قضايا الحقوق والهوية وهدم البيوت ومصادرة الاراضي، وهي تخضع لإنفاد قانون التجنيد الالزامي للجيش الاسرائيلي.
– هناك اهمية لاي حوار فلسطيني رسمي او عربي رسمي مع التيارات الوطنية داخل هذا الجمهور المضطهد، والرافض لممارسات عدد من مسؤولي السجون الاسرائيلية الدروز.
– هناك اهمية لابراز هذه المسألة في الاعلام الفلسطيني والعربي ومحاربة النمطية التي تعزز تشويه الهوية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.