المشهد الاسرائيلي الاسبوعي 19 8 2024

أمير مخول: مركز تقدم للسياسات

1. الحدود الاردنية مع فلسطين المحتلة من وجهة نظر أقصى اليمين
• تفيد بيانات نشرها الصحفي كلمان لبسكيند منسوبة الى المسؤولين الأمنيين أنه منذ بداية عام 2024 وحتى أسابيع قليلة مضت ، تسلل من الحدود الاردنية الاسرائيلية أكثر من 4000 شخص، بمعدل شهري نحو 600 شخص شهريا ، وحوالي 20 متسللا في اليوم.
• تظهر معطيات سلطة السكان الحكومية والتي قدمتها إلى المحكمة المختصة باحتجاز المتسللين بأن أصول هؤلاء تعود الى عدة دول ومنها دول معادية وفقا للقانون الاسرائيلي.
• في الغالب تشكل هذه الحدود، ودوافعها في المجمل هي هجرة عمل بالاضافة الاتجار بالبشر وحصريا بالنساء. نجحت السلطات الإسرائيلية في إلقاء القبض على 86 شخص في العام 2023 مقابل 63 في العام 2022. بينما يقيم معظم من نجحوا في تجاوز الحدود في كافة أنحاء البلاد وحصريا المركز وتل أبيب، وهناك وكلاء تهريب يقومون بالترتيبات.
• يقول التقرير بوجود “الشبكة التركية” التي تقوم بتهريب المعنيين مقابل 5000 دولار للشخص. بالاضافة الى قيام أشخاص بتهريب الأسلحة وبالذات المسدسات والبنادق والمتفجرات، وذلك بهدف جني الارباح، ولديهم علاقات وثيقة مع مافيا الجريمة المنظمة في المجتمع الفلسطيني في الداخل والتي لها امتدادات كبيرة في الضفة الغربية، بينما يتم تهريب الذخيرة من مخازن الجيش الاسرائيلي وفقا لتقارير عديدة في هذا الصدد.
• في المقابل يرى جهاز الآمن العام الاسرائيلي الشاباك بأن كتائب المقاومة في الضفة الغربية وحصريا في المخيمات معنية بهذه الاسلحة، ويرى مجلس الامن القومي الاسرائيلي وجود رغبة إيرانية في اختراق اسرائيل.
• اعتبر “وزير النقب والجليل والمناعة القومية” اسحق واسرلوف من حزب عوتسما يهوديت [القوة اليهودية] برئاسة بن غفير، ان هذه الحركة من المتسللين تحمل خطرا أمنيا مباشرا، اذ “تشكل الحدود المخترقة مساحات لتهريب الاسلحة والمخدرات والمواد الخطيرة ويتيح اختراقنا من قبل اعدائنا ” يضاف الى ذلك “الخطر الديمغرافي” الذي يعتبره الوزير كيانيا، وطالب بجلسة طارئة للحكومة.
• يسعى حزب بن غفير الفاشي الى تحريض المجتمع الاسرائيلي على التصدي لظاهرة “تسلل الغرباء” باعتباره خطرا على صفاء دولة العرق، كما أن هذا الانشغال يدعم مشروع الوزير بن غفير في تسليح المجتمع اليهودي واقامة ميليشيات ولجان استنفار مسلحة تعمل وفقا لاعتباراتها.
• تعزز اثارة الموضوع مطلب تسليح المستوطنين في الضفة الغربية وحصريا في الاغوار بأسلحة متطورة، هذا بالاضافة الى دفع جيش الاحتلال إلى استهداف مستدام لمخيمات الضفة الغربية بهدف اقتلاعها وحصريا في الأغوار والشمال، بادعاء “الخطر الإيراني” من خلال المتسللين. وإدعاء أن الظاهرة تشكل “خطرا حقيقيا لتكامل دولة إسرائيل” باعتباره الضفة الغربية جزءا لا يتجزأ من دولة اسرائيل و”أرض إسرائيل الكبرى”
الخلاصة:

• ظاهرة هجرة العمل هي ظاهرة عالمية وحصريا من البلدان التي كانت ضحايا الاستعمار الى البلدان الاستعمارية والدول الغنية، وتشمل التفتيش عن الخلاص الفردي من واقع البؤس والفقر، وكذلك تشمل الاتجار بالبشر وحصريا بالنساء.
• الموقف الاسرائيلي الرسمي والشعبي من الهجرة هو في جوهره عنصري قائم على صفاء العرق، كما وترى بها خطرا ديمغرافيا وأمنيا.
• تتصاعد المطالبة بإقامة جدار أمني على طول الحدود مع الأردن، بينما التيار الصهيو- ديني يمتنع عن ذلك انطلاقا من رؤيته الغيبية بأن الأردن هو جزء من أرض إسرائيل الكبرى وفقا لعقيدته. ولذلك فإن مطلب هذا التيار هو توزيع السلاح على اليهود، الى جانب التطهير العرقي واجتثاث المخيمات واحالة المسؤولية على الجيش.

2. سوق المضاربات والتكهنات السياسية هل بقدرة نفتالي بينيت على خربطة الخارطة الحزبية:
تفيد صحيفة معاريف بأن الاستطلاعات تنبئ بحدوث انقلاب سياسي في حال خاض رئيس الوزراء الاسبق نفتالي بنيت الانتخابات في اطار حزب منفرد يحصل فيه على 22 نائبا، وان يشمل ذلك تشكل كتلة معارضة لنتنياهو تضم 65 عضو كنيست ولا تشمل الأحزاب العربية المستبعدة من أي ائتلاف اسرائيلي حاكم. في حال خاض بنيت الانتخابات في إطار قائمة مشتركة مع حزب اخر ايا كان فان احتمالية الانقلاب السياسي تزول، كما أنه في حال لم يشارك بنيت في الانتخابات فلن تحظى المعارضة الحالية بأغلبية تمكنها من تشكيل حكومة بديلة لنتنياهو.

قراءة:

• يبدو انه توجد قوى سياسية واقتصادية سواء في اسرائيل ام في أوساط يهود الولايات المتحدة المعنية بعودة بنيت لقيادة اسرائيل، فهو يمين عقائدي نشأ في الصهيونية الدينية ويؤمن بـ “أرض إسرائيل الكاملة”، وبعدم اقامة دولة فلسطينية بل بتقليص الصراع، وهو أقرب إلى “السلام الاقتصادي” وتجاوز قضية فلسطين بإقامة علاقات امنية اقتصادية مع النظام العربي “المعتدل” وبدعم امريكي. كما انه صهيوني يؤمن بضرورة توحيد أطراف المجتمع اليهودي الصهيوني وعلاقته متوترة مع المتدينين الحريديم. من ناحية اقتصادية هو يميني ليبرالي محافظ.
• سياسيا، وفي نظر أوساط واسعة بين أغنياء اليهود الامريكان يشكل بينيت اليمين المقبول دوليا والموحّد اسرائيليا ويهوديا على مستوى الجاليات. وقامت وسائل اعلام اسرائيلية عديدة بالتركيز على شخصيته والترويج له، كل ذلك دون ان يعلن إقامة حزب جديد.
• تبدو الاستطلاعات المذكورة هادفة ومعنية بتقدم بينيت للقيادة، كما ان وسائل الاعلام ذاتها تقوم بعملية تقليل من قيمة قادة المعارضة الحاليين. في حال خاض بنيت الانتخابات في حزب خاص به، سوف يتعرض الى حملة قوية سواء من اقصى اليمين والليكود الذين يعتبرونه خارجا عنهم، ومن الأحزاب الحريدية وحتى من حزبي لبيد وغانتس للحيلولة دون انزياح بين جمهوري الحزبين نحوه ومن ليبرمان صاحب القوة الصاعدة في الاستطلاعات. في هذه الحالة من المتوقع ان تتراجع قوة بنيت ويتحول الرهان على كونه الحزب الكاسر للتوازات الى اخفاق مدوٍّ يخدم نتنياهو بعد ان تتصاعد المعركة داخل المعارضة غير المتجانسة اصلا.
• توجد مصلحة لدى نتنياهو في تحويل الصراع نحو الأشخاص دون تنافس بين مشاريع سياسية لا يتحدث عنها سوى اقصى اليمين، وبطبيعة الحال لدى رئيس الوزراء قوة كبرى في السيطرة على جدول أعمال الدولة والانتخابات. ويكفي أن يردد بأنه الوحيد الذي يمنع دولة فلسطينية ويواجه الضغوطات الدولية، مقابل غياب مشاريع المعارضة في كل ما يتعلق بقضية فلسطين.
• تأتي هذه الحملة لصالح بينيت في وقت تظهر فيه شروخ وتصدعات جدية داخل الائتلاف الحاكم وحصريا مع احتمالات فك الشراكة من قبل الأحزاب الدينية الحريدية مع نتنياهو والليكود، والتي تشير إلى أن الحريديم لن ينقذوا حكم نتنياهو بعد الآن، ومع تصاعد الصراع الحاد بينها وبين بن غفير في أعقاب اقتحامه للأقصى، وسموتريتش في مسألة رفضه للصفقة ومسألة التجنيد للجيش. هذه التباينات مع الحريديم فيما لو بقيت فلن تتيح لنتنياهو تشكيل كتلة من 50-53 نائبا يتمنى ان تمنع المعارضة من تشكيل ائتلاف حاكم باغلبية 61 نائبا فما فوق.
الخلاصة:

• تبدو الاستطلاعات بصدد صعود نجومية بينيت أقرب الى حملة سياسية يستفيد منها بنيت بذاته، بترميم شعبيته، وفي المقابل يستفيد منها نتنياهو المعني باستعار التنافس والصراع داخل المعارضة مع علمه ان الجمهور اليميني لم يعد يثق بنفتالي بينيت.
• لا توجد اية ضمانات حقيقية بأن يوفر بينيت للمعارضة اغلبية برلمانية يهودية. مما يعني بقاء نتنياهو في الحكم.
• يبدو ان بنيت لم يحسم أمره بعد ويتأهب للعودة إلى المعترك السياسي دون ان يقرر شكل عودته منفردا أم في إطار تكتل من أحزاب المعارضة، كما احتمالية ان يتيح له رؤساء المعارضة أن يرأسهم تبدو غير قائمة.

3. مؤشرات أزمة اقتصادية شاملة ومنحى التراجع المتواصل في التصنيف الائتمائي

• من دلالات اعلان شركة التصنيف الائتماني فيتش عن تخفيض تدريج إسرائيل الى مستوى A مع إضافة “توقعات سلبية”، احتمالات تخفيضات إضافية. يأتي هذا التدريج بناء على تقديرات مفادها بأن العجز سوف يتجاوز المخططات الاسرائيلية وسيبلغ 7.8% من الناتج المحلي الاجمالي وهو المقياس النقدي للقيمة السوقية لكل السلع والخدمات المنتجة في فترة زمنية محددة. ومن الدلالات ايضا هو ان تقوم شركات تصنيف ائتمان أخرى بالمثل كما يحدث مع شركتي موديس و S&P. كما تتزامن التخفيضات مع سياق الحرب على غزة والتي تبدو مسدودة الأفق.
• تأتي التصنيفات الجديدة بناء على معطيات الاقتصاد الكلي والاقتصاد المالي، والتي تشهد هوة عميقة مقابل التوقعات المتعلقة بالنمو و الناتج القومي المحلي للفرد وبحجم العجز المالي. هذا ما ينعكس في التباطؤ الاقتصادي وفي الانكماش الذي لم يتضح بعد ما إذا كان عابرا ام مستداما.
• جاء النمو في الربع الثاني من العام الجاري بنسبة 1.2% بمعدل سنوي مقابل 3% وفقا لمشروع الموازنة، ونتيجة لانخفاض الصادرات انكمش نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.4 %، ومقابل انكماش الاقتصاد بنسبة 1.4 % في العام الماضي. هذه المعطيات لا يعني فقط أن الاقتصاد الإسرائيلي لم يسد بعد الفجوة الناجمة عن الانخفاض الحاد في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الرابع من عام 2023 (انخفاض بنسبة 20.6%)، بل تشير الى تسارع منحى الانكماش.
• يساور القلق بشكل خاص صناعات الهايتك، مع انخفاض سنوي بنسبة 51.3 في المائة في الاستثمار فيها. وهو ما ينعكس في هجرة الكفاءات والادمغة والمال، وفي المقابل تعطل المصالح الصغيرة والخاصة نتيجة التراجع في الاستهلاك ونتيجة تجنيد أصحاب المصالح الى قوات الاحتياط لاشهر طويلة.
• بمعدل سنوي انخفض الناتج المحلي الإجمالي للأعمال، الذي يعكس النشاط التجاري دون الإنفاق العام، في الربع الثاني بمعدل 1.9%. كما قفز الإنفاق العام المرتفع، بسبب القتال ونفقات إخلاء البلدات الحدودية ونزوح سكانها ، في الربع الثاني بمعدل 8.2%. وفي الربع الثاني من العام الجاري، انخفضت صادرات السلع والخدمات بنسبة حادة بلغت 7.1%. وهذا هو الربع الثالث على التوالي الذي تسجل فيه انخفاضا في الصادرات، بعد انخفاض الصادرات بنسبة 23% في الربع الرابع من عام 2023 وانخفاض الصادرات بنسبة 3.6% في الربع الأول من عام 2024. وسجل الانخفاض الرئيسي في الربع الرابع من عام 2024. وصادرات الخدمات التي انخفضت في الربع الثاني من 2024 بنسبة 11.6% على أساس سنوي.
• سوف يؤثر التباطؤ على حساب نسبة الدين الإسرائيلي إلى الناتج المحلي الإجمالي، وبشكل عام، على تصور قدرة إسرائيل على الاستمرار في إدارة الاقتصاد والنمو جنباً إلى جنب مع روتين الحرب. مما قد يدفع بنك إسرائيل الى خفض نسبة الفائدة مقابل حقيقة ان معدل التضخم يتسارع أيضًا ووصل في تموز/يوليو إلى 3.2%.
الخلاصة:

• لا يزال الاقتصاد الاسرائيلي قويا ولولا قوته الاساسية ولولا المساعدات الأمريكية الاستثنائية لحدثت انهيارات أكبر وأسرع.
• في حال توقف الحرب من شأن الاقتصاد أن يتجاوز خلال سنوات قليلة الازمة الحالية، وفي حال تواصلت سيكون من شأن الاقتصاد مواصلة الانزلاق في المستويين المالي والكلي والناتج المحلي الإجمالي.
• مسألة هجرة الأموال والأدمغة لا يتم احتسابها في المدى القصير إلا أن تراكماتها تبدو غير قابلة للتجاوز.

4. من دلالات سعي اسرائيل الى تحالف دولي في مواجهة ايران

• في أعقاب إرسال الولايات المتحدة اساطيلها وغواصاتها النووية إلى البحر المتوسط والمحيط الهندي ومنطقة الخليج، اعتبرت اسرائيل ان هذا التواجد العسكري الأضخم من نوعه هو غطاء حربي يفوق التواجد الذي كان مباشرة في الأسابيع الأولى بعد السابع من تشرين أول /أكتوبر.
• تقوم السياسة الأمريكية في هذا الصدد على توفير أكبر حماية ممكنة لاسرائيل، وسياسيا تقوم باحتواء الموقف الإسرائيلي الداعي الى حرب اقليمية غير معنية بها واشنطن لأنها ستكون ذات ابعاد دولية وفي غير صالح الاستراتيجية الأمريكية عالميا، وفي غير صالح إدارة بايدن المعنية بضمان انتخاب كامالا هاريس في الانتخابات الأمريكية الصعبة. كما أنه وفي حال نجحت إدارة بايدن في منع الرد الايراني وتخفيف رد حزب الله، فإن الأمر سيبدو أن الموقف الإيراني وموقف حزب الله هما ما انقذ صفقة التبادل والتهدئة في غزة مما يعزز موقف الأخيرين على حساب إسرائيل.
• ترى سيما شاين وهي المسؤولة عن قسم الأبحاث في الموساد سابقا وحاليا باحثة كبيرة في معهد دراسات الأمن القومي، بأن ما استوعبته إيران من الغطاء الحربي الامريكي والغربي لصالح اسرائيل، هو أن الاخيرة غير قادرة على المواجهة بقدراتها الذاتية بل هي بحاجة الى مساعدة الغرب كله، وأن اسرائيل لم تنجح حتى في الانتصار على حماس، وتؤكد شاين ان هذه المعطيات خطيرة للغاية، فهذا دليل على تراجع قوة الردع الاسرائيلية ويدفع مستقبلا لردود سريعة.
• حقيقة هي ان المواجهة بين اسرائيل وايران منذ اكثر من خمسة عشر عاما قد حسّنت من وضعية ايران استراتيجيا وتراجعت اسرائيل، انعكس هذا الأمر في الاتفاق النووي الدولي مع إيران، وتحرير اقتصادها من العقوبات القصوى، وفي تجاوز التهديدات الاسرائيلية بشن حرب عليها عامي 2013 و2014، كما أخفقت استراتيجية اسرائيل “المعركة بين الحروب” لمنع ايران من اقامة طوق حربي حول اسرائيل، بينما تقوم الدول الوسيطة والولايات المتحدة في محادثات الدوحة حول الصفقة بوضع إيران من خلال قطر بصورة التطورات الحاصلة وذلك لاستبعاد الرد الإيراني على اغتيال اسماعيل هنية في عاصمتها، أي تحويل تحويل معادلة الصفقة الى معادلة اقليمية تهدأ فيها معظم الجبهات إذا هدأت في غزة.
• بدوره يؤكد المحلل ألوف بن، أنه رغم الإنجازات التكتيكية الكبيرة للاستخبارات الاسرائيلية في إيران، فإن هذه الاستخبارات قد اخفقت في فهم كنه النظام وغاياته ونواياه وقدراته. بل يرى أنه وفي حال أقيمت لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات الحرب فعليها أن تتعمق في كيفية فشل إسرائيل في قراءة التحول الإيراني وقرار الاخيرة في نيسان/ابريل الرد مباشرة بالصواريخ والمسيّرات على اسرائيل التي استهدفت قنصليتها في سوريا. في المقابل فعند كل انزياح للانظار نحو التصعيد الإقليمي يأتي ذلك على حساب الفتك الإسرائيلي بغزة وأهلها، بأقل اكتراث دولي.
• مفاجأة كبرى للقيادة الإسرائيلية ونتنياهو حصريا، بصدد ايران، تأتي من لدن الرئيس الامريكي السابق والمرشح الحالي ترامب، وهو الذي يبني عليه نتنياهو توقعاته بأنه سيواصل من حيث انهى في رئاسته الأولى. الا ان الحالات قد تغيرت امريكيا وإقليميا ودوليا وايرانيا. بل وفقا لصحيفة يسرائيل هيوم اليمينية فإن ترامب غير معني بالصدام مع ايران بل تأكيده بانه معني بعلاقات ودية معها، مؤكدا تحفظه وتحفظ كل الادارات الامريكية بأنه ينبغي أن لا تتملك السلاح النووي.
الخلاصة:

• لا يزال رهان نتنياهو على حرب إقليمية مع إيران منوط بمدى قدرته على توريط ادارة بايدن بها، وعلى توفير غطاء حربي دولي للهجوم الاسرائيلي وليس للدفاع في مواجهة رد إيراني على اغتيال هنية. وغير ذلك يبدو انه ليس بصدد حرب اقليمية لا يملك فيها القول الفصل.

5. ​عملية تل ابيب هل هي حدث موضعي ام مقدمة لتغييير استراتيجي

• تبنت كل من كتائب القسام (حماس) وسرايا القدس (الجهاد) عملية التفجير في تل أبيب من يوم 18/8 والتي أودت بحياة المنفذ وهو فلسطيني من الضفة وتسببت باصابة اسرائيلي. تأتي هذه العملية في ظل حالة من أعلى درجات التأهب والترقب في الشرطة والجيش والشاباك.
• تسربت الى الاعلام تحذيرات متكررة من قبل الشاباك للمستوى السياسي لقادة المستوطنين ومفادها أن حالة التصعيد الاسرائيلي في الضفة قد تولّد انفجارا أمنيا باهظ الثمن وخارج عن السيطرة منوهين باحتمالية السعي إلى انتفاضة مسلحة والى عمليات داخل “الخط الأخضر”. وقد اشار الشاباك على وجه الخصوص الى اعتداءات ميليشيات المستوطنين الارهابية من اتباع التيار الحاكم من الصهيونية الدينية، التي تجعل الجيش والمستوطنين وقوات الأمن في موضع خطر.
• سياسيا وان كانت الصهيونية الدينية معنية بهذه الاعتداءات من حرق حوارة وحتى قرية جيت، فإنها تضع اسرائيل وفقا لاعتبارات حاكمة اخرى في موقف حرج، في حين تستنفر طاقات من الجيش الى الضفة بدلا من تكثيفها على الجبهة الشمالية مع لبنان وحزب الله.
• تعتبر العملية اخفاقا أمنيا اسرائيليا وحصريا للشرطة بقيادة الوزير بن غفير، والذي من المتوقع ان يعوض عن الاخفاق بتوجيه النقد الى الجيش الذي “لا يقوم بدوره”، يضاف الى دعوته للمزيد من توزيع السلاح على المواطنين اليهود.
• يخشى الشاباك من أن تكون العملية تحولا في استراتيجية حماس والجهاد نحو عمليات داخل المدن الاسرائيلية وحصريا تل ابيب، كما يخشى من امكانية “عامل التقليد” وتحول العملية الى نمط يسعى الكثير من الشباب الفلسطيني الى تبنيه في مواجهة حالة العدوان العسكري الاستيطاني المتكامل والمستدام. مما قد يجعل الأمور خارجة عن السيطرة.

الخلاصة:

· ​لا يزال من المبكر التقدير ما إذا ما كانت العملية فردية عابرة أم أنها مؤسسة لسلسلة عمليات تقوم بادارتها كتائب المقاومة.
· ​استمرار ممارسات الاحتلال بكل منظوماته الرسمية وغير الرسمية، لن يكون بمقدورها ضمان الأمن والأمان في إسرائيل
· ​الإغلاق الإسرائيلي لأي أفق لأمل فلسطيني، يولّد حالة من الانفجار، والحل لا يمكن أن يكون عسكريا ولا استيطانيا ولا بوجود الاحتلال.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.