الدين ونظام يوليو: تحليل الخطاب الديني لعبد الناصر

عماد أدهم*

مقدمة:

كشفت احداث  مارساذار 1954 طبيعة و ايدولوجية السلطة في مصر ،فالمواجهة تجلت بين فكرة الشعب بتمثيله دافعت عنه القوى المدنية المعادية للضباط والمنادية بالديموقراطية ، وبين فكرة حكم الشعب بالوصاية عليه ممثلة فى طرح مجلس قيادة الثورة . في  التاسع من مارس 1954 وقف عبدالناصر رئيس الوزراء انذاك بوجود محمد نجيب رئيس الجمهورية وعدد من اعضاء مجلس قيادة الثورة خطيباً فى نادي ضباط الجيش  واعلن تمرده الصريح على قرارات مارس قائلاً:”انتم يا رجال الجيش يا من قمتم فى 23 يوليو لتخلصوا الشعب من آلامه ولتحققوا له آماله ستوقفون الرجعية فى مكانها ،، طالما تألم الشعب وطالما همس الشعب وطالما صرخ الشعب وطالما تاه هذا الشعب بين المبادىء المختلفة وبين الاهداف المختلفة طالما خدعوا الشعب فى الماضي ـ اؤمن ان المبادىء ستنتصر وان المثل العليا ستنتصر طالما كنتم تؤمنون بالمبادىء و بالمثل وطالما لم يغرر بكم كما يريدون ان يغرروا بالشعب
هكذا طرح عبد الناصر مبدأ حكم الشعب بالوصاية عليه فليس ثمة محاولة للادعاء بان الضباط يمثلون الشعب بوصفة جماعة بشرية بالتفويض او الانتخاب او حتي استشعار ضمني، بل ثمة توجس من ان يغرر بالشعب ومن ثم فالفكرة تقوم على ان الشعب كيان متجانس مصمت يحل فى ارادة ما عليا موحدة لا يخرج عنها الا الخوارج و الخونة، و الضباط هم خير من يمثل هذه الارادة بل هم الممثل الوحيد لها ان جاز التعبير لقد كانت لحظة مارس 54 حاسمة نحو تأميم الحياة السياسية،  فبعد هذا التاريخ اصبح لضباط يوليو مطلق القرار و السيطرة على الحياة السياسية و الاجتماعية و الثقافية فى مصر.

من هذه الرؤية يمكننا تناول الظاهرة الدينية فى ظل حالة التأميم الذي اجتاح كل شيء فى مصر فى الخمسينات و الستينات من القرن المنصرم و كيف استطاعت السلطة السياسية تأميم الدين و توظيفه بما يخدم المصلحة العليا التي يمثلها الجيش وينوب عن الارادة العامة للشعب  كما رأي عبدالناصر في حينه . (يونس، 2005)

تمثل الظاهرة الدينية احدى الظواهر الانسانية الهامة التى تسعى النظم السياسية فى البلاد العربية والاسلامية الاعتماد عليها فى تبرير وتدعيم منطق وجودها السياسي والاجتماعي و شرعيتها بين الجماهير وذلك من خلال تأطير المسألة الدينية و استدعاء الديني فى المجال العام ، بصور  مختلفة من العلاقات،  سواء كان ذلك بدعم  الدين  للشرعية السياسية او ان يكون سلاح تستخدمه السلطة فى مواجهه الاعداء السياسيين المحتملين ، فكيف تعامل النظام الناصري مع الدين و كيف استطاع توظيف الظاهرة الدينية فى خدمة المجال السياسي ؟

بالنظر الى الحالة السياسية للدولة المصرية  منذ بداية الجمهورية على يد ضباط الجيش بعد  حركة يوليو 1952 وصولاً الى لحظة ما بعد يوليو 2013 ،  يوضع الدين و العلاقات الدينية السياسية فى اطار التحليل السياسي بشكل اكثر عمقاً سواء كان النظر يدور حول العلاقة بين السلطة السياسية الرسمية الممثلة فى الدولة بمؤسساتها الاجتماعية و الامنية والاقتصادية او كان ذلك من خلال تناول طبيعة العلاقة بين المؤسسات الاجتماعية والدينية الغير رسمية سواء كانت مؤسسات سياسية بمرجع ديني او تكوينات اجتماعية ترى فى الدين عامل هام فى تشكيل المجتمعونخص هنا  المؤسسة الدينية الرسمية الممثلة بالازهر الشريف والكنسية الارثوذوكسية .

شكل الازهر باعتباره  الممثل الرسمي او العلمي للدين، احد اهم مكونات و عوامل تشكيل النخب الاجتماعية فى مصر فى مرحلة  الوجود العثماني و ظهر ذلك بشكل اكثر فعاليه فى اثناء الحملة الفرنسية على مصر و ما تلاه ذلك من احداث سياسية واجتماعية اظهرت الازهر  كنخبة فكرية وسياسية الى ان تم تقليص ذلك الدور بشكل كبير فى فترة حكم الاسرة العلوية مع وجود بعض العلامات التاريخية المؤثرة فى فترات متقطعة مثل المشاركة فى الثورة العرابية وظهور اسماء مثل الشيخ محمد عبده و مدرسته فى الاصلاح الديني و الاجتماعي وما  يستدعي الوقوف عنده هنا، ما يمثله الدين بالنسبة للشعب المصري من ظاهرة مقدسة شكلت و كونت الشخصية المصرية على مر التاريخ ، وما يعطي هذا العامل اهمية ، يعود الى تنامي  الافكار التي تنظر الي الدين باعتباره فلسفة و ايدولوجية سياسية تصلح لتكون منهاجا للتغير الاجتماعي والسياسي وذلك من خلال جماعات الاسلام السياسي، مثل الاخوان المسلمين . 

تحليل الخطاب الناصري فيما يتعلق بالظاهرة الدينية:

سعى جمال عبدالناصر الى تبني استراتيجية تقوم على الاحتواء و تأميم المجال الديني سواء كان ذلك بمحاولة بناء مشروعيه النظام السياسي الناصري او مشروعية فلسفة الثورة ،و ما تعلق بمواجهه الاعداء المحتلمين سياسياُ سواء من الاخوان المسلمين فى الداخل او مما اسماهم عبدالناصر بالرجعية فى الخارج و على رأسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج .لم يتعامل عبدالناصر مع الدين باعتباره ايدولوجية اجتماعية وسياسية منفصلة بذاتها بل اعتبر ان الدين احد الروافد و العناصر الاساسية فى تكوين و بلورة مشروعه الفكري والسياسي و نظريته القومية الاشتراكية و جزء من عملية الحشد والتعبئة الجماهيرية ضد اسرائيل .

اقر عبدالناصر  بالدور المؤثر الذي يمكن للدين ان يلعبه فى تكوين البنى السوسيولجية للمجتمع من خلال توظيفه فى خدمة الظاهرة السياسية وكيف اذا امكن له السيطرة على المجال الديني ان يكون لذلك بالغ الاثر و الاهمية فى السيطرة على المجال السياسي .

العلاقة بين ثورة يوليو ممثلة فى عبدالناصر وبين الاخوان المسلمين ماتزال موضع بحث ونقد جدل في اوساط العامة والنخبة  وتطرح  الاسئلة حول ما اذا كان عبدالناصر ينتمى فكريا للاخوان وكان الخلاف على طريقة التناول ام كيف كانت تسير الامور بين سلطة عبدالناصر وبين الجماعة.
ولكن بالنظر الى ما الت اليه الامور وبالنظر على ما كتب عبدالناصر فى فلسفة الثورة بشكل خاص نقول ان عبدالناصر اراد بشكل اساسي السيطرة على المجال الديني و تأميمه بحيث لا يشاركه فيه احد .

كان التحدي امام جمهورية الضباط الناشئة هو كيف يمكن السيطرة على المجال الديني و احتكاره بدون ان يجرف ذلك السلطة السياسية الى تبني ايدولوجية ثيوقراطية تحكم باسم السماءاراد عبدالناصر ان يظهر بمظهر الحامي للدين والمحافظ على المعاني الروحية و الشعائرية ، ومن ثم توظيف المسألة الدينية فى خدمة الايدولوجية اليسارية التى تبدو نظرياً على النقيض من المنطلقات الفلسفية التى يتحرك من خلالها الفكر السياسي الاسلامي او الديني بوجه عام
اوضح عبد الناصر في فلسفة الثورة ان الدين هو الدائرة الثالثة من دوائر العمل التي تسير بمصر الى فضاء التنمية والعدالة وبناء دولة حديثةفالدين يمثل الالهام الروحي والتاريخي و كان لابد للسلطة السياسية  ان تمسك بزمام امور الظاهرة الدينية حتى لا تنفلت قواعد اللعبة من بين ايديها وهو ما تجلى بوضوح  فى التعامل مع الاخوان المسلمين او مع المؤسسة الدينية الرسمية الممثلة فى الازهر الشريف و من ناحية اخرى التعامل مع الكنيسة الارثوذوكسية. (شفيق، 2016)
وانتهى الامر بسحق الاخوان المسلمين والتي تمثل اهم لاعب بورقة الدين فى المسألة السياسية ومن ناحية اخرى، امسكت الدولة الناصرية بزمام الظاهرة الدينية كلياً بعد ان احكمت السيطرة تماماً على مؤسسة الازهر الشريف وهو ماتسبب مبكراً فى تنحى شيخ الازهر محمد الخضر حسين

العلاقة بين الدولة والازهر:

منذ حملة نابليون فى العام 1798 وما تلاه من تحجيم لدور الازهر  السياسي والاجتماعي ، مرت على الازهر مراحل من الضعف والهوان تتخللها لحظات قوة و مواجهه الا انه و بمرور السنوات لم يعد الازهر  كما كان قبل الحملة الفرنسية، ولذلك اسباب عديدة؛فقد كان يمثل فى وقت من الاوقات النخبة الاجتماعية والثقافية فى مصر،  ولكن تعاقب السلطات السياسية التى توالت على حكم البلاد ، ساهمت في اضعافه و افراغه  من الدور الذي كان يرسمه لنفسه فى القرون السابقة . (كشك، 2013)

ادرك عبدالناصر الرمزية الدينية والاجتماعية التي يمثلها الازهر فى مصر وخارجها و اراد بدون مواربة ان يسيطر على تلك المؤسسة ويكون صاحب السيادة عليها تمثل ذلك فى القوانين و الاجراءات التى اتخذتها الدولة فيما بعد 54 و ابان الازمة نفسها.

من بين المظاهر التي دشنتها جمهورية الضباط الوليدة كمحاولة لاستدعاء الدين فى المجال السياسي والاجتماعي قام عبدالناصر بجمع المصحف مرتلاً و ترجمته للغات كثيرة و أنشأ اذاعة القرآن الكريم وجعل الدين مادة اجبارية فى المدارس الغير ازهرية و تضاعفت فى عهده المساجد بصورة ملحوظة وكان من الملحوظ ايضا زيادة النشاط فيما يتعلق بجمع ونشر كتب التراث اسس عبدالناصر مدينة البعوث الاسلامية ضمن الخطط الموضوعة لتطوير التعليم الديني و اقر القوانين التى الغت بيوت الهوي وقيد نوادي القمار بالاضافة الى انه اسس مقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية و كانت له علاقات جيدة مع البابا كيرلس السادس بابا الكنسية الارثوذوكسية.

اراد جمال عبدالناصر استدعاء الازهر فى مواجهة الاعداء السياسيين مثل جماعة الاخوان المسلمين فساندته فى ذلك المؤسسة الدينية الرسمية خاصة فى ازمة مارس 54 التى اودت باللواء محمد نجيب، حيث وقف الازهر فى صف عبدالناصر و اصدر فتوى ضد اللواء محمد نجيبمن ناحية اخرى اعلن الازهر  من خلال هيئة كبار العلماء انحراف الجماعة عن المنهج الاسلامي القويم وذلك فى بيان رسمي يدين الجماعة و يدعم الموقف السياسي لجمال عبد الناصر.

تعتبر الخطوة الاكثر جسارة و جرأة والتي اتخذها عبدالناصر هي اصدار قانون تنظيم الازهر فى عام 1961 والتي مكنته من السيطرة الكلية على المؤسسة وجامعتها .
اقر القانون اعادة هيكلة المؤسسة الدينية الرسمية و اصبح شيخ الازهر يعين من قبل الرئيس وتبع الازهر لوزارة الاوقاف ، منهيا بذلك استقلال القرار للازهر الذي اصبح تابع ماليا واداريا  للوزارة
اجرى عبدالناصر العديد من التعديلات على المناهج الدينية و تم انشاء الكليات العلمية لتكون ضمن جامعة الازهر وذلك فى خطوة لتقويض النخبة الدينية ولكن دول التخلص منها اجتماعياً ، بالاضافة الى القرار الهام المتعلق بالغاء المحاكم الشرعية و توحيد منظومة القضاء المصري ليكون مدنيا بالكامل مما افقد الازهر احد الادوار الهامة التى كان يقوم بها فى المجال الاجتماعي .

تشير تقييمات تلك المرحلة بان قرار جمال عبدالناصر ادخال الكليات العلمية ضمن جامعة الازهر كان له أثر سلبي على المدى البعيد ، فقد انصب الاهتمام بشكل اكبر على الكليات العلمية و تم اهمال الكليات التي تدرس العلوم الاسلامية بشكل كبير وذلك بسبب التفاعلات الاجتماعية فى المجتمع المصري التى ادت بشكل او باخر الى انه يظهر مصطلح مثل كليات القمة و ان يرغب الشباب فى دخول الكليات العلمية مواكبا لمتطلبات سوق العمل فى مصر وخارجها ، الامر الاخر هو ان  التداخل المنهجي بين العلوم الطبيعية والعلوم الاسلامية ادى الى اهمال جانب العلوم الاسلامية فى صالح العلوم الطبيعية و تبع ذلك فيما بعد اهمال المناهج و تبسيطها و تسهيلها الى ان اصبحت مفرغه الى حد كبير .

من ناحية اخرى استدعى عبدالناصر الدين في المواجهه الفكرية ضد الاخوان المسلمين ،حيث ذهب عدد من مشايخ الازهر الى السجون لمحاورة قادة الاخوان وشبابها فى المسائل الدينية المختلف عليها وعلى سبيل المثال ، كتب الشيخ السبكي دراسه يهاجم فيها الافكار القطبية خاصة مؤلفه  معالم فى الطريق“ .

استدعاء الدين فى المجال العام:
استطاع عبدالناصر توظيف الدين فى المجال السياسي بما يخدم السياسيات الناصرية داخليا و خارجيا حيث كان احد الاسلحة النظرية العامة التى اعتمد عليها ،ولكنه  لم  يرغب فى احداث طفرة فكرية و دينية من حيث المنظور البنيوي للفكر الديني وتعديله وتجديده بما يتوافق مع الحداثة و دولة القانون و المواطنة وحقوق الانسان ، فلم يتغير الدين وظل كما هو خادما للسلطة السياسية لم يمسسه تغيير فى البنية و الخطاب محكوما لرغبات العاملين فى الاتحاد الاشتراكي سواء من خلال اعداد البحوث التي تخدم الايدولوجية الناصرية و كيفية التوفيق بين الاسلام و الاشتراكية و ازالة التهم التى تلاحقها مثل الالحاد 

قال عبدالناصر فى احدى الخطب:”شريعة الله هي شريعة العدل و المساواة اما شريعة الرجعية فهي شريعة ضد الاسلام و ضد الدين، والذي يريد ان يطبق الدين لا يقسم الشعب الى سادة وعبيد .. هو ده الكفر، والشيء بالشىء يذكر حيث تنافس منظرو الناصرية وانصار الزعيم فى اصدار الاوراق البحثية و المقالات حول مدي التوافق بين الاسلام و الفكر اليساري او ما يمكن ان نسميه أسلمة اليسار اوأسلمة الناصرية مما ينفى التهم المنسوبه اليها .

لم يكن عبدالناصر مفكراً دينياً كما اسلفنا ولكن الملاحظ من خلال الخطابات هو النظره السطحية و الشعبوية التى ابداها حول الدين بشكل عام و يتجلى ذلك فى الربط بين الاسلام و الماركسية حيث يحصرها فى نظرية الحادية تنفى الرسل والاديان و كأن عبدالناصر لا يتجاوز نفس التعريف الساذج الذي يروجه خصومه السياسيين فيقع هو نفسه ضحية هذا الخطاب السطحي ، حيث استخدم الدين ايضا فى تكفير خصومه الماركسيين ، من ثم تموضع عبدالناصر فى نفس المكان الذي هاجم الاخوان المسلمين بسببه الا وهو احتكار الدين و استخدامه كسلاح تكفير ، فيقول :”الفرق بيننا وبين الشيوعية هو ان احنا نؤمن بالدين وان الماركسية تنكر الدين وان احنا نؤمن بالرسول و الماركسية تنكر الرسل وان الشيوعية تنكر الاديان و تعتبرها افيون الشعوب واحنا بنؤمن بالله وحطينا ده ضمن المبادىء الاساسية اعتبار الايمان ايمان بالله لا يتزعزع” 

الخلاصة لم يكن النظام الناصري الاشتراكي يهدف الى احداث تغيير ثوري فى البنية الاجتماعية والثقافية  للمصريين ولا ان يؤسس لوعي جديد يمكنه استقبال التغيير و يمتلك الادوات المعرفية و القيم السياسية الخاصة فلم يكن نظام يوليو مؤهلا لمثل ذلك الامر ولكن ما حدث هو النقيض ، وهذا ما يستدعي التأمل فلم يزعم عبدالناصر يوماً انه مفكراً دينياً او انه يريد احداث ثورة دينية على اساس بنيوي او تغيير العلاقات الشبكية التى تتحرك من خلالها الظاهرة الدينية سواء من خلال نقد التراث او من خلال تطوير الادوات المعرفية التى تمكن الدين من مسايرة الافكار الحداثية وما بعد الحداثية ولكن ما حدث هو توظيف سياسي للدين بشكل شعبوي و سطحي الى حد كبير والهدف كان التحكم فى ادوات اللعبة من خلال السيطرة على الظاهرة الدينية او تأميمها بشكل او بأخر حتى لا ينفلت الامر فلا يكون هناك لاعباً اخر غير نظام يوليو فى الساحة الفكرية والاجتماعية فى المجتمع المصري ومن ثم ما كان يلام عليه الاخوان المسلمين وجماعات التنظير السياسي للدين هو نفس ما فعله خصومهم من الناصريين و القوميين المتموضعين على رأس السلطة و المسيطرين على الظاهرة السياسية والاجتماعية في مصر فى حقبة مابعد الملكية .

جاءت النكسة والهزيمة فى يونيو 67 والتى لم تكن عسكرية فقط ولكنها هزيمة على المستوي العقائدي و الفكري والثقافي للعرب بشكل عام وللفكرة القومية والناصرية بشكل خاص ، جاءت الهزيمة وكشفت عن العوار الذي سببه الاحتكار الناصري للحياة السياسية والدينية و فى خضم تلك الاحداث تكونت فى مصر الحاضنة الاكبر للمد الاسلامي السعودي الذي تجلت مظاهرة فى انتشار عادات مثل الحجاب و عدم الاختلاط بين الجنسين و مقاومة الاعمال الادبية و الفنية بالجامعات و ما تلا  ذلك من مقاومة الافكار اليسارية بدعوى انها ضد الدين و كان ذلك مبرر لسقوط تلك الشعارات التي جعلت الاسلام السياسي يقدم نفسه بديلا بدعوى ان سبب الهزيمة هو الافكار الاشتراكية الالحادية و القومية الغير مبنية على اساس ديني قويم .

*باحث مشارك فى مركز التقدم العربى للسياسات – لندن

المصادر:

https://www.ida2at.com/azhar-state-enterprise-or-institution-of-the-nation/

https://raseef22.com/politics/2016/07/23/الفقيةوالسلطانالتوظيفالسياسيلل/

https://raseef22.com/politics/2017/02/27/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE-%D9%8A%D8%AA%D9%81%D8%A7%D9%88%D8%AA-%D9%85/

https://manshoor.com/life/ethics-society-religion-regime/

الزحف المقدس مظاهر التنحي وتشكل عبادة عبدالناصر – شريف يونس – دار ميريت – القاهرة – 2005

فلسفة الثورة – جمال عبدالناصر – بيت العرب للتوثيق العصري – القاهرة –  1996

النقد الذاتي بعد الهزيمة – صادق جلال العظم – دار ممدوح عدوان دمشق – 1968

ودخلت الخيل الازهر – محمد جلال كشك – دار القمري – القاهرة – 2014
رسالة فى الطريق الى ثقافتنا – محمود شاكر – مكتبة الخانجي– القاهرة -2006 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.