البرهان في إرتريا: خلفيات العلاقة بين الجنرالين
ملخص تقدير موقف، ذو النون سليمان، مركز تقدم للسياسات
– تأتي زيارة البرهان إلى إريتريا الثلاثاء،26 نوفمبر، بعد وقت قصير من إعلان اسياس أفورقي دعمه المباشر للجيش السوداني في حربه ضد قوات الدعم السريع، وذلك في تصريحات صحفية خص بها الوفد الإعلامي السوداني أثناء زيارته لأسمرا في أكتوبر الماضي، حيث وصف أفورقي الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع بأنها حرب إقليمية تهدد أمن بلاده، وأنه سيتدخل عسكريا لصالح الجيش السوداني حال اقتراب الحرب من ولايات البحر الأحمر، كسلا والقضارف والنيل الأزرق التي يعتبرها امتداداً لأمنه القومي.
– يشار أيضا، ان قوات الأورطة الشرقية، بقيادة الأمين داؤود، تلقت تدريبا على يد القوات الارترية، نشرت جنودها في ولاية كسلا الحدودية في منتصف أكتوبر، وهي قوات قبلية تتكون من مجموعتي البني عامر والحباب، أبرز القبائل الحدودية المشتركة بين السودان وإرتريا.
– تفيد عدد من المصادر بان ارتريا قد قامت بتدريب فصائل أخرى على أراضيها من القوى المتحالفة مع الجيش والميليشيات الإسلامية وفي مقدمتها: قوات تحرير شرق السودان بقيادة إبراهيم دنيا، ومؤتمر البجا القومي بقيادة موسى محمد أحمد، ومؤتمر البجا المسلح بقيادة عمر محمد طاهر، وحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل إبراهيم.
– يري كثير من المراقبين أن القوات المنحدرة من قبائل شرق السودان هي في حقيقة الأمر واجهة عسكرية لتدخل ارتري مباشر لصالح الجيش السوداني في شرق السودان وذلك من أجل تحقيق عدد من الأهداف العسكرية التي ترتبط بالأمن القومي الارتري بحسب مصادر اسمرا
– لدى ارتريا تخوفات من تدفق اللاجئين الفارين من الحرب والذين سيشكل وجودهم على أراضيها بأعداد كبيرة، تهديدا أمنيا للنظام. هذا عدا عن التداعيات الاقتصادية المباشرة على النظام الإرتري حال وصول الحرب للولايات الشرقية التي يعتمد عليها في الإمداد الغذائي والسلع الأساسية.
– بهذا التدخل الارتري المعلن في الصراع السوداني، ترى اسمرة ان اضعاف قوات الدعم السريع التي تتمتع بعلاقات طيبة مع إثيوبيا، انها مسالة استراتيجية في إطار الصراع الإقليمي وتوتر العلاقة بين اثيوبيا وارتريا على خلفية دعم مليشيات متمردة من قومية الامهرا ضد النظام في اديس ابابا.
– بالنسبة للبرهان فهو يستثمر في الخلاف المصري الإثيوبي لتقوية موقفه العسكري وذلك من خلال استقطاب وتوظيف المقدرات العسكرية الإرترية لصالحه، وبشكل خاص، تعويض سلاح المشاة عن طريق الجيش الإرتري ذو الملامح المشابهة لمجتمعات شرق السودان، إلى جانب كفاءتهم القتالية، ومن جهة أخري يسعي للاستفادة من المقدرات المصرية لتقوية موقفه العسكري