اثيوبيا تستضيف اجتماعا موسعًا للقوى السياسية والمدنية السودانية
الفرص والمعيقات التي تواجه الساعين لتشكيل جبهة ثالثة
تقدير موقف: وحدة الشؤون الافريقية ، مركز تقدم للسياسات
بدعوة من الاتحاد الافريقي، ستعقد الأطراف الموقعة علي الاتفاق الإطاري اجتماعا في ديس أبابا يوم الاثنين 14 أغسطس , وبحضور الدعم السريع , وذلك لمناقشة فرص الحل السياسي في السودان . هذا الاجتماع سيعقبه اجتماع موسعا يوم 25 أغسطس يشمل جميع القوي السياسية والمدنية ما عدا المؤتمر الوطني.
لقاء أديس ابابا يعد خطوة أولية لتوحيد القوى السياسية والمدنية من أجل بناء أكبر قاعدة مدنية لوقف الحرب وبناء الجبهة المدنية واستكمال الانتقال السلمي، وقد اعدت قوى الحرية والتغيير رؤية تمت أجازتها في اجتماع القاهرة وسيتم طرحها على المكونات السياسية لبناء الجبهة الموسعة .
تحليل :
– مشاركة الدعم السريع في اللقاء، سيكون الاختبار الأساس لطروحاته التي تبلورت مؤخرا وتقول ، ان حربه تستهدف إعادة السلطة الى القوى المدنية وإبعاد الجيش عن السياسة ، ومن غير الواضح ما اذا كان الحوار سيشمل الحركات المسلحة التي انقسمت في الموقف من الحرب بين مؤيد للدعم السريع وبين مؤيدي الجيش ولديهم خصومة سياسية مع قوى الحرية والتغيير
– يأتي اللقاء في اطار رؤية منظمة الايقاد لحل الصراع المسلح بين الجيش والدعم السريع واستكمال الانتقال السياسي في السودان، كما انه يتقاطع مع جهود منبر جدة برعاية امريكية وسعودية ، التي اشركت منظمة الايغاد في بحث الترتيبات السياسية والتنفيذية للإشراف على وقف اطلاق النار ، وهو ما عارضة الجيش والميليشيات الإسلامية ,
– اجتماع القوى السياسية يتم بمشاركة ممثلين عن حزب الترابي المؤتمر الشعبي، وهذا يمثل تحديا كبيرا للتيار المدني خاصة وانه يستبعد حزب النظام القديم، المؤتمر الوطني ، التي ترفض القوي السياسية مشاركتهم في الحوارات كما يتم التعامل معه كقوة إرهابية .
– ستكون القوى المدنية امام تحد كبير اخر بعد ان نقلت المعلومات ان الاتحاد الافريقي عدل من موقفه مؤخرا بحيث بات يرى ضرورة مشاركة المؤتمر الوطني – حزب البشير – في الحوارات بحكم تأثيرهم الواضح على مجريات الحرب وقد باتوا المحرك الرئيس لوقودها، وبالتالي “لا حل سياسيا للازمة الراهنة دون مشاركتهم في الحوار”.
– طروحات الاتحاد الافريقي بضرورة حضور قادة المؤتمر الوطني، تمثل تحديا صعبا ليس فقط للقوى المدنية وانما أيضا للدعم السريع، وقد تحدث محمد حمدان دقلو بوضوح منذ بداية الحرب ان قواته تحارب الإسلاميين الذين يتحكمون في مقاليد قرار الجيش وأن التفاوض مرتبط بعلي كرتي وأسامة عبدالله، وان “لا نهية للصراع سوى باجتثاث الميليشيات الإسلامية”.
– معضلة القوى السياسية انها تدرك بحكم التجربة التاريخية انه في حال انتصار أي من الطرفين ، الجيش او الدعم السريع ، فان أيا منهما لا يمكن ان يسلم السلطة للمدنيين ، ولهذا تسعى قوى الحرية والتغيير ومعها مجموعات سياسية جديدة وبعض تشكيلات لجان المقامة للحصول على ضمانات من التكتلات الإقليمية ومنها الاتحاد الافريقي ومنبر جدة ، تلزم اطراف الصراع المسلح بتسليم السلطة للقوى السياسية والمدنية بصلاحيات كاملة تشرف خلال المرحلة الانتقالية على تهيئة البلاد للانتخابات التشريعية ووضع دستور جديد للبلد ينهي تدخل العسكريين في السياسة .
– مصلحة الدعم السريع تكمن في ضرورة مسايرة القوى السياسية المدنية، خاصة بعد ان باتوا هدفا لجماعات النظام القدم مطلوب اجتثاثهم قبل قوات الدعم، كما ان الدعم لا يمكنه غض النظر عن تصريحات لقادة قوى الحرية والتغيير والتي ترفض فكرة اجتثاث الدعم السريع والحل العسكري ، وان أربعة شهور من الحرب كافية لإقناع الجميع بضرورة الحوار ووقف الحرب ،
– تكتيكيا سيجاري الدعم السريع توجهات الحرية والتغيير في الوقت الراهن وسينحني للعاصفة، لكنه يعلم جيدا ان غالبية القوى السياسية منقسمة على نفسها وفي رؤيتها لمستقبل البلاد، وان الحرب اضعفت كل القوى المدنية خاصة بعد ان اختار غالبية قياداتها الخروج من البلاد وان تأثير قيام تكتل سياسي مدني جديد كحاضنة سياسية لحكومة ما بعد الحرب, يقع في باب الامنيات.
– أخيرا، ثمة سؤال سيفرض على المجتمعين في اديس ابابا والباحثين عن مخرج سياسي مدني بتشكيل كتلة مانعة للحرب ، هو ، ماذا لو اتفق طرفا الحرب في جدة بترتيبات امنية وضمانات اقليمية ودولية, وفي حال فشل الحل السياسي وطال امد الصراع المسلح وتوسعت رقعته الجغرافية لتشمل كل الولايات ، فان الواقع الميداني سيفرض معادلات سياسية جديدة ، وسيعيد رسم خارطة سياسية ليس بالضرورة ان يكون في صدارتها غالبية قوى النادي السياسي القديم .